قال مراسل قناة "الحرة" في الجزائر العاصمة إن قوات الأمن منعت متظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي بعد مسيرة نظموها الجمعة احتجاجا على ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة.
واستعملت قوات الأمن الجزائرية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين محتجين في مسيرة اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة.
وقال مراسل قناة "الحرة" إن قوات الأمن فرقت متظاهرين عن طريق الغاز المسيل للدموع أمام البريد المركزي بالعاصمة.
وتجمع آلاف المتظاهرين الجمعة في وسط العاصمة الجزائرية رافعين شعارات رافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وهتف محتجون شعارات رافضة للعهدة الخامسة. وأطلق سائقون أبواق السيارات فيما رفع سكان العلم الوطني على شرفاتهم.
ويتوقع أن يزداد عدد المتظاهرين بعد انتهاء صلاة الجمعة نحو الساعة الثانية بالتوقيت المحلي، الواحدة بتوقيت غرينتش، حيث توقع محللون مشاركة أكبر للنساء في اليوم العالمي للمرأة.
وتمركزت عربات مكافحة الشغب بينها واحدة مزودة بمرش ماء لتفريق التجمعات، قرب الأماكن المعهودة لتجمع المتظاهرين، في حين حلقت مروحية للأمن في سماء العاصمة.
واستمر عند ظهر اليوم وصول رجال ونساء رافعين أو ملتحفين بالعلم الجزائري إلى ساحة البريد في قلب العاصمة.
رغم تحذير بوتفليقة
وتشهد الجزائر للجمعة الثالثة على التوالي تظاهرات جديدة، رغم تحذير الرئيس بوتفليقة الخميس في رسالة وجهها إلى مواطنيه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، من مخاطر "الفوضى".
ووفق وكالة "رويترز" للأنباء فقد أوقفت السلطات الجزائرية خدمات القطارات والمترو في العاصمة ونشرت قوات الأمن في الشوارع لتتبع الاحتجاجات.
وحذر بوتفليقة (82 عاما) الخميس في رسالة بمناسبة عيد المرأة العالمي من "الفتنة" و"الفوضى". وهو لا يزال في سويسرا منذ عشرة أيام لإجراء "فحوصات دورية"، ولم يعلن موعد عودته.
ودعا في رسالته "إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية (...) قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".
تحيا الجزائر ✊✊✊🇩🇿🇩🇿🇩🇿 #حراك_8_مارس pic.twitter.com/CvxKZJnOuT
— alidicabbio (@alidicabbio) 8 mars 2019
وتؤكد الرسالة عمليا أن رئيس الدولة الذي يعاني من تداعيات جلطة دماغية أصيب بها في 2013، لا ينوي التخلي عن الترشح لولاية خامسة في انتخابات أبريل.
'لن نتراجع'
لكن لا يبدو أيضا أن المحتجين ينوون التراجع عن مطالبهم رغم تحذيرات بوتفليقة الذي يعتبر أنصاره أنه الضامن للسلم الاجتماعي ومنقذ البلاد من "العشرية السوداء" ومن موجة اضطرابات ما عرف ب"الربيع العربي".
وهي مخاطر ذكر بها مرارا المعسكر الرئاسي منذ أن بدأت في22فبراير الماضي حركة الاحتجاج التي لا سابق لها ضد بوتفليقة منذ انتخابه رئيسا في 1999. إلا أن هذه التحذيرات لم تضعف مستوى التعبئة.
وقال سائق سيارة أجرة مساء الخميس إن القادة "لن يتراجعوا بسهولة، لكن نحن أيضا لن نتراجع". ويتحدث جزائريون علنا وبكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الاحتجاج وعن نفاذ صبرهم ومشاركتهم في التظاهرات.
وأضاف سائق سيارة الأجرة "في الحي الذي أقطنه، كان أقل من نصف السكان يتظاهرون في 22 فبراير، وفي الأول من مارس، اليوم يقول كل السكان أنهم سيتظاهرون".
وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ "حراك_8_مارس" في الأيام الأخيرة الداعي إلى تعبئة كبيرة في كل المناطق الجزائرية.
وعبر متظاهرون بالجزائر عن رفضهم لخروج المترشح والجنرال المتقاعد علي غديري ضمن المسيرات التي انطلقت اليوم بالعاصمة.
ونشر مدونون فيديو يظهر مجموعة من الشباب وهم يطالبون غديري بمغادرة مكان الحدث، حيث رفعوا شعار "غديري ارحل".
المصدر: أصوات مغاربية ووكالات