اعتبر الباحث المغربي في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، أن الفقه الإسلامي، التقليدي بالخصوص، "دائما ما يقف عائقا أمام أية محاولة لتطوير وضعية المرأة".
"لماذا دائما الحديث عن الدين في معرض القضايا الاجتماعية وخصوصا حين يتعلق الأمر بالمرأة؟" بهذا التساؤل استهل رفيقي مداخلته خلال لقاء نظمه حزب التقدم والاشتراكية لمناقشة موضوع "المساواة بين مستلزمات التحديث ومضامين الفكر الديني".

وأوضح المتحدث بأنه يرى أن "هناك موضوعية ومنطقية في استجلاب الحديث عن الدين في مثل هذا الموضوع" وهو ما فسره بكون "العديد من القوانين المتعلقة بالمرأة أحيانا تكون منبثقة مباشرة من المنظومة الفقهية الدينية وفي أحيان كثيرة، حتى إن لم يظهر هذا الرابط المباشر، لا بد أن يكون هناك رابط غير مباشر بحكم أن القوانين هي انعكاس لعقلية المجتمع".
هذا المجتمع، يقول رفيقي "المتأثر في وجدانه وثقافته بخلفية دينية تكرس في عقله نظرة معينة للمرأة"، وبالتالي فإن "القوانين تراعي هذا المعطى الاجتماعي ولا تستطيع أن تتجاوز سقفا معينا خوفا من الاصطدام بالمجتمع".

ويؤكد الباحث المغربي على ضرورة طرح "إشكالية الفكر الديني علاقة بقضايا المرأة"، وذلك لأن "في كل قضية متعلقة بالمرأة يراد تطويرها أو يراد تطوير القوانين المتعلقة بها إلا ونجد الفكر الديني والفقه الديني، التقليدي خصوصا، عائقا أمام هذا التقدم".
وقدم المتحدث في هذا السياق جملة من النماذج وهو يقول "حين تأتي إلى قضايا الإرث ومراجعة منظومة الإرث يأتيك الحديث عن النصوص القطعية والدين والفقه"، أو "حين تتحدث بشكل منطقي عن إلحاق الأبناء خارج العلاقة الزوجية بآبائهم البيولوجيين باستعمال وسائل الإثبات الحديثة والقطعية، يقال لك إن هذا مخالف للشرع والدين وأن هذا ابن زنا"، أو "حين تريد الحديث عن زواج المرأة المسلمة بغير المسلم كما يتزوج المسلم بغير المسلمة، يقال لك إن الشريعة تمنع هذا، بالرغم من كل المتغيرات التي عرفها العالم".

كذلك، طرح الباحث المغربي قضية "التعصيب"، الذي وصفه بـ"القانون القبلي"، وأوضح أن الحديث عن إلغاء هذا النظام يصطدم بدوره بالحديث عن كون ذلك مخالف للشريعة رغم أن "حتى البناء الفقهي والشرعي له ضعيف".
انطلاقا من ذلك، أكد رفيقي أن في القضايا السالفة وغيرها من القضايا "يأتي الفقه الديني من أجل إعاقة كل تطور أو تقدم"، لافتا في السياق إلى إشكالية طغيان الفكر الذكوري على هذا الفقه بحكم أن من صاغوه هم بالأساس رجال.
المصدر: أصوات مغاربية