يقول الناشط السياسي وأحد أبرز وجوه الحراك الشعبي في الجزائر، سمير بلعربي، إن الرسالة الأخيرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لم تأت بأي جديد يذكر.
ويتهم بلعربي في حوار ما "أصوات مغاربية"، النظام السياسي في الجزائر بمحاولة ربح بعض الوقت من أجل الالتفاف على مطالب 'الحراك الشعبي'.
بداية ما تعقيبك على الرسالة الأخيرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟
هو نفس الموقف الذي يعبر عنه ملايين من الجزائريين. لم نلمس أي إضافة في الموقف الرسمي للسلطة حيال المطالب التي ينادي بها الحراك الشعبي.
وعليه أقول إن رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا تملك أي قيمة سياسية، كما أنه لا أثر لها في الواقع.
لكن الرئيس تعهد بتغيير النظام السياسي في الجزائر وقدم تصورا عمليا للخروج من الأزمة؟
غير صحيح، مضمون رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يتغير عما جاء في رسالته التي بعث بها في 11 مارس الماضي.
هو يتحدث عن إصلاحات وعن عقد ندوة وطنية وتنظيم انتخابات رئاسية، والقيام بتعديل عميق عن الدستور، لكن الشعب الجزائري يطالب برحيل الرئيس من سدة الحكم، وبتغيير يعبر عن الإرادة الشعبية وليس ما تريد السلطة فرضه بعيدا عما ينادي به الحراك الشعبي.
أعتقد أن السلطة تسعى لربح مزيد من الوقت، وهذا الأمر لا يخدم المصالح العليا للبلاد وللشعب الجزائري.
ولأي هدف تفعل ذلك؟
الغاية واضحة ولا تحتاج لتفسير آخر. القوى التي تتحكم في القرار السياسي تجتهد لتشتيت أذهان الجزائريين بغية ربح مزيد من الوقت بهدف تهريب ما يمكن تهريبه من الأموال إلى الخارج.
لا ننسى أيضا أن عهدة العشرين سنة التي قضاها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكم شهدت مجموعة من الفضائح المتعلقة بالتسيير والتي أضرت بشكل مباشر بالمال العام.
شبكات المصالح السياسية والمالية التي استفادت من المال العام وتورطت في صفقات مشبوهة، تريد التغطية على جرائمها في حق الاقتصاد الجزائري من خلال إخفاء كل الآثار التي تورطها وتعرضها للمحاكمة.
التماطل الذي يظهر في مواقف السلطة يصب في محاولة حماية مصالح بعض الجماعات والقوى التي استفادت من عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
في نظرك كيف سيكون رد الشارع الجزائري على رسالة الرئيس؟
الحراك الشعبي يبقى مستمرا. وغدا سيبرهن الجزائريون مرة أخرى من خلال المظاهرات التي سيخرج فيها الأطباء والطلاب.
في تصوري أن المواطنين قالوا كلمتهم النهائية وهم غير مستعدين للتراجع إلى الخلف، وعلى النظام السياسي في الجزائر أن يفهم أنه لن يحدث أي تغيير في الجزائر قبل أن يرحل من الحكم.
لحد الساعة عبر المواطنون عن حسن نيتهم وفي تعاملهم الراقي طوال المسيرات التي قادوها بكل ولايات الوطن، وهم أكثر عزما وصبرا من النظام إلى غاية تجسيد كل المطالب التي يرفعونها.
كيف ينظر نشطاء الحراك إلى الجولات الأخيرة لوزير الخارجية رمطان لعمامرة بالخارج؟
هي محاولات من النظام السياسي بهدف الاستعانة بالخارج على الداخل للالتفاف على الحراك الشعبي.
أعتقد أيضا أن هذه المناورات لن تحقق أي نتيجة تذكر أمام عزم المواطنين على تغيير النظام القائم.
المصدر: أصوات مغاربية