في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية" يكشف المؤرخ الجزائري الدكتور، عبد المجيد مرداسي، حقيقة "البنود السرية" في "اتفاقيات إيفيان"، التي وقعتها جبهة التحرير الوطني مع الحكومة الفرنسية، وانتهت بوقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962.
نص الحوار
ما هي أهمية قرار وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962 في تاريخ الثورة الجزائرية؟
يشكل قرار وقف إطلاق النار بين جبهة التحرير والدولة الفرنسية يوم 19 مارس محطة هامة في تاريخ الثورة الجزائرية، فهو ترجمة لبيان الفاتح من نوفمبر 1954، الذي نص على استقلال الجزائر.
كما أنه قرار أنهى مرحلة الكفاح المسلح، وفتح بوابة الدولة الوطنية، لكن يجب ألا ننسى، في هذا الصدد، الحرب التي شنتها المنظمة السرية الفرنسية ضد الجزائريين من مارس إلى خريف 1962، في محاولتها إفشال كافة الاتفاقات التي أدت إلى الاستقلال.
وهل حملت "اتفاقيات إيفيان" بنودا سرية غير معلنة تلتزم بها الدولة الجزائرية المستقلة؟
هناك أطروحات تقول بوجود جوانب سرية في الاتفاقيات، لكن بالنسبة لي الاتفاقيات كانت بحضور طرفي النزاع والملاحظين، والوثائق موجودة بكل تفاصيلها، وعليه أؤكد أنه لا وجود لبنود سرية في "اتفاقيات إيفيان".
كانت هناك تنازلات مشتركة من الجانب الفرنسي ومن قبل جبهة التحرير الوطني، وقد كان المفاوض الجزائري مضطرا لذلك من أجل استرجاع السيادة الوطنية.
وخلال المفاوضات كانت السيادة الوطنية هي الخط الأحمر الوحيد بالنسبة لوفد جبهة التحرير، الذي تمسك بالوحدة الترابية بين الشمال والجنوب، وهذا ما لم يتم التنازل عنه.
لماذا تجاهل أحمد بن بلة وهواري بومدين تاريخ 19 مارس؟
الاحتفال بهذا التاريخ تم إقراره في عهد الشاذلي بن جديد، فقد كان نظام بن بلة وبومدين يرفضان أن يزاحم صورتهما تاريخ آخرغير ما سوّقاه للشعب.
هل هناك مخرجات في "اتفاقيات إيفيان" ما زالت تحكم العلاقة بين الجزائر وفرنسا اليوم؟
لا وجود لآليات مصدرها "اتفاقيات إيفيان" تحكم اليوم العلاقة بين الجزائر وفرنسا، ما يحكم هذه العلاقة اتفاقيات موقعة في إطار التعاون والشراكة بين البلدين، ولا وجود لشروط تُطبّق اليوم نابعة من الاتفاقيات التي وقعتها جبهة التحرير مع الدولة الفرنسية.
المصدر: أصوات مغاربية