أظهرت مذكرة صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، انخفاضا في مستوى الخصوبة في المغرب، منذ بداية الستينيات إلى اليوم، إذ انتقلت من 7.2 طفل لكل امرأة سنة 1962 إلى 2.38 طفل لكل امرأة سنة 2018، وهو الانخفاض الذي أرجعته أساسا إلى تراجع سن الزواج ومنع الحمل.
انخفاض منذ الستينيات
توضح المذكرة الصادرة، اليوم الأربعاء، أن الخصوبة انخفضت بشكل ملحوظ منذ بداية الستينيات، بحيث انتقلت من 7.2 طفل لكل امرأة سنة 1962 إلى 3.28 سنة 1994، و2.47 سنة 2004، ثم 2.19 سنة 2010، قبل أن تعرف استقرارا نسبيا في سنة 2014، بحيث بلغت 2.20 طفل لكل امرأة.
وبشكل عام، يبرز المصدر أنه وإلى غاية سنة 2010، اتجهت الخصوبة نحو الانخفاض، وابتداء من 2014، بدأت الخصوبة تعرف ارتفاعا طفيفا، واستمرت إلى غاية 2018، حيث وصلت في هذه السنة إلى 2.38 طفل لكل امرأة، وهو المعدل الذي يشير المصدر إلى كونه يظل أعلى من ذاك المسجل في الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014.

منع الحمل وسن الزواج
وتُرجع المذكرة، الاتجاه التنازلي للخصوبة، إلى عاملين رئيسيين هما تراجع سن الزواج ومنع الحمل.
فبخصوص سن الزواج، يذكر المصدر أنه انتقل في المتوسط من 17.3 سنة عند النساء في سنة 1960، إلى 25.7 سنة في سنة 2014.
وعلاقة بسن الزواج تبدو المعدلات منخفضة لدى النساء في الوسط القروي مقارنة بالنساء في الوسط الحضري، وفي هذا الإطار يوضح المصدر أن الارتفاع في الوسط الحضري قد يرجع لكون النساء في هذا الوسط "يملن إلى تأجيل مشروع الزواج، مؤقتا، ويفضلن، أولا، تحقيق الذات والحصول على استقلال مالي، وللقيام بذلك، يخترن مواصلة دراستهن والحصول على عمل".
مع ذلك، توضح المذكرة أنهن "بمجرد الارتباط تصبح مسألة الخلف أولوية بسبب الضغوط البيولوجية بحيث أنه بالإضافة إلى مخاطر تعقد الحمل، فإن خصوبة المرأة تنخفض مع التقدم في السن".
أما بالنسبة للعامل الثاني، فتسجل المذكرة الدور الهام الذي يلعبه منع الحمل، والذي كان يقدر في بداية سنوات الثمانينيات بـ19.4%، ولم يتوقف، وفق المصدر نفسه، عن الارتفاع حتى بلوغ 70.8% سنة 2018.
المصدر: أصوات مغاربية