قرر المراهق الأسترالي الذي اكتسب شهرة عالمية واعتبره كثيرون بطلا إثر مهاجمته مشرعا يمينيا من بلاده السبت الماضي، أن يقدم معظم الأموال التي جمعت لصالحه إلى ضحايا اعتداء كرايستشيرش.
وكان هذا المراهق قد كسر بيضة في رأس السناتور فريزر أنينغ ردا على تعليقاته المعادية للمسلمين بعيد الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا.
وصباح الثلاثاء تجاوزت التبرعات التي جمعت على موقع Go Fund Me لتغطية النفقات القانونية للدفاع عن "فتى البيضة" كما بات يعرف، واسمه الحقيقي هو ويل كنولي، 64 ألف دولار.
وتوالت المبادرات الطيبة تجاه كنولي بعد هجومه على السناتور، وبينها جدارية تكرم عمله "البطولي" في مدينته ملبورن، تجسد لحظة ضربه السناتور على رأسه بالبيضة.
وعرضت فرق غنائية أسترالية على الشاب تذاكر مجانية مدى الحياة، فيما انتشرت حسابات لمعجبيه على مواقع التواصل وطبع البعض قمصانا تحمل صورته.
A mural of a 17-year-old boy egging Senator Fraser Anning has appeared in Hosier Lane overnight. #9News pic.twitter.com/o9Od68FDtX
— Nine News Melbourne (@9NewsMelb) March 18, 2019
من هو فتى البيضة؟
يبلغ ويل كنولي من العمر 17 عاما وهو من هامبتون في ملبورن. السبت الماضي، كانت يمسك بيده بيضة، أثناء حضوره اجتماعا للحزب الوطني المحافظ في ملبورن حيث كان أنينغ الذي أثار بيان له موجة تنديد الجمعة، يتحدث إلى صحافيين.
وقال أنينغ في البيان إن هجوم المسجدين الذي أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة 50 آخرين، ناجم عن "برنامج الهجرة الذي أتاح لمتعصبين مسلمين الهجرة إلى نيوزيلندا".
وفي خضم الاستنكار الواسع، قرر الفتى أن يرد على تصريحات السناتور بالطريقة التي رآها مناسبة وهي ضرب مانينغ ببيضة على رأسه بينما يتحدث الأخير للصحافيين.
%27Egg boy%27 who targeted Australian senator honoured with mural https://t.co/FYYrQbzSPW pic.twitter.com/nlJwvXYsEG
— Evening Standard (@standardnews) March 18, 2019
ورد السناتور أنينغ على المراهق بلكمات على وجهه عدة مرات، قبل أن يفرقهما عدد ممن كانوا في المكان، وتبين أنهم من مؤيدي المشرع. طرحوا الفتى أرضا ومنعوه من الحركة إلى حين وصول الشرطة.
ولف أحدهم ذراعه حول رقبة الصبي وكاد يخنقه.
محامي الفتى قال إن موكله لا يعتزم ملاحقة السناتور قضائيا، لكنه أضاف أن الشرطة تحقق في الحادث بأكمله بما في ذلك تصرف أنينغ وهو من كوينزلاند في شمال شرق أستراليا.
وكان أنينغ قد كتب في بيانه "فلنكن واضحين، إذا كان المسلمون هم الضحايا اليوم، فهم الفاعلون بصورة عامة"، مضيفا أن "الدين الإسلامي هو ببساطة الأيديولوجية العنيفة لطاغية من القرن السابع تنكر بزي زعيم ديني".
وندد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بتصريحات أنينغ ووصفه بأنها "مروعة" مشددا أن "لا مكان لها في أستراليا". وانضمت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن لأول مرة الأحد إلى المنددين بتصريحات المشرع الأسترالي.
ماذا حدث لفتى البيضة؟
وبعد هجوم البيضة، أظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي الشرطة وهي ترافق كنولي. وذكرت شرطة فكتوريا أن عناصرها اعتقلوا فتى البيضة لكن تم إطلاق سراحه في ما يجري التحقيق في الحادث بمجمله.
"شعرت بفخر كبير كإنسان"، قال كنولي عبر تويتر تعليقا.
وأضاف "دعوني أخبركم جميعا، المسلمون ليسوا إرهابيين والإرهاب لا دين له. الذين يعتبرون المسلمين مجتمعا إرهابيا لديهم رؤوس فارغة مثل أنينغ".
وحذر متابعيه مازحا من مغبة مهاجمة سياسيين بالبيض، مضيفا "عندما ينقض عليك 30 شخصا في الوقت ذاته.. تعلمت بأصعب طريقة".
ولأسباب غير معروفة، علق تويتر حساب الفتى ما أثار غضب مغردين ومعجبين به. لكن الحساب عاد للعمل الأحد.
Suddenly I open my new Account....!!#eggboy #Egg pic.twitter.com/iBXOzFzqJD
— Will Connolly (@WillConnollyAU_) March 17, 2019
وسط كل الإعجاب.. هناك منتقدون
وفيما أشاد اليساريون والمراهقون بشجاعة كنولي واصطفوا للدفاع عنه، لم يلق تصرفه الترحيب ذاته في صفوف المحافظين وأنصار الكياسة الذين نددوا بهجومه على المشرع.
المصدر: موقع الحرة