Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

من احتجاج جزائريين في العاصمة الفرنسية باريس
لافتة ضد الحزب الحاكم يحملها جزائري في احتجاج بالعاصمة الفرنسية باريس

تعرض معسكر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأربعاء لشرخ جديد أمام التظاهرات غير المسبوقة ضد رئيس الدولة الذي يبدو معزولا أكثر فأكثر، بحسب محللين.

بدأ الشرخ يظهر إلى العلن منذ بضعة أسابيع، خاصة لدى الاتحاد العام للعمال الجزائريين ونقابة رجال الأعمال، من خلال استقالات وانقسامات.

والأربعاء جاء الدور على حزب الرئيس بوتفليقة نفسه، جبهة التحرير الوطني الذي أعلن مساندته "للحراك الشعبي" مع الدعوة إلى "الحوار" من أجل الخروج من الأزمة التي تستمر منذ شهر.

'تحول المواقف'!

تحولت مواقف حزبي السلطة في الجزائر (جبهة التحرير الحاكم والتجمع الوطني الديمقراطي) رأسا على عقب، بعد قرابة شهر من انطلاق الحراك الشعبي، الذي كانت تعارضه في البداية.

التحول في المواقف جاء بعدما رشّح الحزبان الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة ودافعا عنها بشراسة.

وفاجأ منسق حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، معاذ بوشارب، الرأي العام في الجزائر، بإعلان "دعم الحزب المطلق للحراك" عكس حديثه قبل قرابة شهر عندما وصل إلى القول "بوتفليقة مرسل من الله من 1999 للأمة الجزائرية".

وقبل تصريحات بوشارب بيوم واحد، قال القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الصديق شهاب إن الحزب "كان فاقد البصيرة عندما وافق على ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة".

معاذ بوشارب صار الأمين العام لحزب "الأفلان" مؤقتا
معاذ بوشارب صار الأمين العام لحزب "الأفلان" مؤقتا

​​​​وقبل شِهاب طالب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى السلطة بـ"الاستجابة لمطالب الشعب".

وبدأت مواقف الحزبين تمثيل شيئا فشيئا منذ انطلاق الحراك، فبعدما رفضا الاعتراف به والاستماع للمواطنين في البداية، انتقلا لاحقا إلى الإشادة بسلمية المظاهرات ثم اعترفا بضرورة الذهاب إلى إصلاحات سياسية، وأخيرا انتقلا إلى صفّ المتظاهرين وأعلنا دعم الحراك الشعبي وتبنّي مطالبه.

فما خلفيات التحول في مواقف حزبين يُصطلح عليهما سياسيا وإعلاميا في الجزائر بـ"جهازي السلطة"؟

'ليسوا رجال بوتفليقة'

وقال الناشط السياسي سمير بلعربي إن "تغير مواقف حزبي السلطة من النقيض إلى النقيض يعني أن الرئيس بوتفليقة لم يكن له رجال دولة بالمعنى الحقيقي".

​​"محيطه كان مزيجا من الانتهازيين والفاسدين، الذين استغلوا فترة حكمه من أجل مصالحهم ومن أجل الاستفادة من الامتيازات وليس اقتناعا بالرجل الرمز ولا بالبرنامج الذي روّجوا له منذ مجيئه" يقول بلعربي في حديثه مع "أصوات مغاربية".

وأضاف المتحدّث "بعد المظاهرات المليونية، تأكد لهذين الحزين أن أيام عبد العزيز بوتفليقة باتت معدودة فغيرت موقفها لتغير مواقعها فيما بعد، بل وتنكرت من مسؤولياتها وسيحملونه ومحيطه العائلي لاحقا كل النكبات والإخفاقات في فترة 20 سنة من حكمه".

تغيرت المعطيات

من جهته قال المحلل السياسي محمد طايبي، إن ما يحدث في المشهد السياسي هذه الأيام "مفاجئ فعلا خاصة وأنه يتعلّق بحزبين راسخين في السلطة".

​​وبحسب طايبي فإن أسباب ما حدث هو "تفكّك وانهيار علاقة قيادات الحزبين بالجهاز التنفيذي بفعل الضغط الشعبي، الذي أثّر بشدة على القاعدة النضالية للحزبين، والتي هي في نهاية الأمر قاعدة شعبية تهتزّ بما يحدث في المجتمع".

واستطرد طايبي في حديث مع "أصوات مغاربية"، بالقول إن قيادات الحزبين "انصاعت للضغط واختارت في نهاية المطاف تصحيح مواقفها والانحياز إلى حاضنتها الحقيقية وهي الحاضنة الشعبية، لأنها باتت متأكّدة أن علاقتها مع النظام لن تعود كما كانت".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة