حذر خبراء في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، الخميس، من إمكانية توفر "أرضية ملائمة لحصول عمليات إرهابية وتنامي الجريمة المنظمة" في المنطقة المغاربية، خاصة في تونس والجزائر المقدمتين على إجراء استحقاقات انتخابية في الفترة القادمة.
ونبه المشاركون، في ندوة بعنوان "تنظيم القاعد في بلاد المغرب الإسلامي"، نظمها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن الفترات المتزامنة مع إجراء الانتخابات في كل من تونس والجزائر، "عادة ما تتسم بضعف سلطة الدولة وتضاؤل قدرتها على التواصل مع شعوبها".

وأشار خبراء أمنيون إلى أن القرارات السياسية تظل لفترة معلقة في انتظار ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات، مرجحين "استغلال الجماعات الجهادية لمثل هذه الظرفيات للقيام بعمليات إرهابية في المنطقة".
وأفاد العميد المتقاعد من الجيش التونسي موسى الخلفي، بأن "كافة التنظيمات الإرهابية تركز نشاطها أثناء الفترات التي تتسم بالهشاشة السياسية أو الأمنية أو حتى هشاشة العلاقات بين الدول"، معتبرا أن الوضع السياسي بالجزائر والانتخابات المزمع إجراؤها بكل من تونس والجزائر، "من شأنه أن يفسح المجال لحصول عمليات إرهابية أو إجرامية".
وبخصوص مستقبل التنظيمات المتشددة في المنطقة المغاربية، أوضح المتحدث أن تراجع ما يعرف بتنظيم "داعش" (بمنطقة الشرق الأوسط) والقضاء على فلوله في ليبيا منذ 2017، أدى إلى انتقال بعض أفراده إلى ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"، لافتا الانتباه إلى أن العائدين من مناطق النزاع يمكن استقطابهم في حواضن جديدة على غرار ما حصل مع العائدين من أفغانستان من قبل التنظيمات المتشددة في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، لاسيما أن هذه الحاضنة اتسعت لتشمل كلا من مالي والنيجر ونيجيريا والصومال.

من جانبه، صرح الإعلامي نزار مقني، بأن تنظيم "القاعدة" في المنطقة وضع استراتيجية اتصالية ترتكز على وسائل الاتصال الحديثة عبر المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي خاصة منها "تويتر"، مضيفا أن الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية تتمثل في التعرف على المتابعين ثم العمل على استقطابهم من خلال رجع الصدى، ثم العمل على تجنيدهم في إطار عسكري مباشر أو لتنفيذ مهمات أخرى.
المصدر: وكالات