تصل إلى الولايات المتحدة كل سنة مئات النساء الحوامل من روسيا ليضعن أطفالهن على أرض أميركا حتى يستفيد صغارهن من مزايا جنسيتها.
وتدفع عائلات روسية مبالغ كبيرة تتراوح بين 20 ألف دولار وأكثر من 50 ألف دولار لضمان مصاريف الولادة والإقامة في الولايات المتحدة خلال فترة النقاهة، إضافة للمصاريف التي تذهب لوسطاء يعملون على تسهيل استخراج وثائق السفر من روسيا إلى أميركا.
وتعد فلوريدا من أكثر الولايات التي تحج إليها النساء الحوامل من الروسيات قصد "سياحة الولادة".
واختيار أغلبية الروس لهذه الولادة يقوم على أساس "المعاملة الراقية التي تتلقاها الأمهات في أجنحة الولادة".
كما أن الطقس الحار نسبيا جنوب فلوريدا يستقطب الكثير من تلك العائلات، وهو ما قد يخفف وطأة الأسعار الخيالية بالنسبة لهم إذ "يعتبر أغلبهم فترة إقامتهم كأنها إجازة طويلة".
يذكر أن نساء روسيا يمثلن جزءا فقط من موجة "سياحة الولادة" التي تتضمن أيضا نسبة كبيرة من النساء الصينيات والنيجيريات.
ما موقف القانون؟
رغم اعتقال السلطات بعض مديري الوكالات السياحية التي تستثمر في هذا النوع من السياحة (بتهمة تزوير التأشيرات أو التهرب الضريبي) إلا أن فكرة القدوم إلى الولايات المتحدة بغرض الولادة تبقى قانونية.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توعد بإلغاء المادة الدستورية التي تسمح "بحق جنسية الولادة".
https://t.co/Rl2RrsqqzR"Every year, hundreds of pregnant Russian women travel to the United States to give birth so that their child can acquire all the privileges of American citizenship"#Miami #Florida #USA
— Dr. Marion Thorpe (@MarionThorpe) 22 mars 2019
وقالت نساء روسيات لوكالة "أسوشيتد برس" إنهن كن صريحات بشأن نواياهن عندما تقدمن للحصول على التأشيرات، حتى إنهن أظهرن عقودا موقعة مع أطباء ومستشفيات.
ليست هناك إحصائيات توضح عدد النساء الأجنبيات اللاتي يسافرن إلى الولايات المتحدة للولادة، لكن مركز دراسات الهجرة، وهو مجموعة تدافع عن تشديد قوانين الهجرة، قدر أنه في 2012، حظيت 36 ألف سيدة أجنبية بحق الجنسية للأطفال من خلال الولادة في الولايات المتحدة، ثم غادرن البلاد.
أنطون ياشمينيف من وكالة "ميامي كير" التي ترتب مثل هذه الرحلات، قال إن "حوالي 150 أسرة روسية تستخدم خدمته سنويا، كما أن هناك نحو 30 شركة مماثلة في المنطقة".
وتشتهر منطقة جنوب فلوريدا بين الروس ليس فقط لطقسها الاستوائي وإنما أيضا بسبب العدد الكبير من السكان الذين يتحدثون الروسية. حتى أن مدينة صاني آيلز بيتش، شمال ميامي، أصبحت تحمل كنية "موسكو الصغيرة."
وتقول أولغا زيمليانايا، وهي سيدة روسية أنجبت ابنتها في شهر ديسمبر الماضي "بثلاثين ألف دولار، لا نستطيع شراء شقة لطفلتنا أو القيام بأي شيء فعلا. لكن بإمكاننا منحها حريتها، هذا في الحقيقة رائع جدا."
المصدر: موقع الحرة