قامت المصالح الأمنية في المغرب، مؤخرا، بتوقيف شاب، للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بـ"الإشادة بأعمال إرهابية عن طريق التدوين في مواقع التواصل الاجتماعي"، إذ ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن المشتبه به كان قد نشر تدوينة عبر حسابه في فيسبوك، تتضمن إشادة بالعملية الإرهابية التي استهدفت مصلين بمسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضية.
ولا تعتبر هذه هي الحالة الأولى من نوعها في المغرب، لاعتقال أشخاص بتهمة ذات صلة بـ"الإشادة بالإرهاب"، التي يشدد المحامي المغربي، نوفل البعمري على كونها "جناية" و"لا تدخل في باب التعبير عن الرأي ولا في باب التعبير عن موقف سياسي".
إليكم نص المقابلة:
ما هي جريمة "الإشادة بالإرهاب"؟
الإشادة بالإرهاب، هي جريمة تتعلق بقيام شخص ما بالتنويه بعمل تم تكييفه على أساس أنه ذو طبيعة إجرامية إرهابية.
بمعنى أن أشخاصا معينين إما عن قصد أو عن سوء تقدير للموقف يسقطون في ارتكاب جريمة الإشادة بعمل إرهابي، حيث يقومون بالتنويه بذاك العمل والذي يعتبر دعما وتشجيعا له وشبه تحريض على ارتكاب أعمال إرهابية أخرى.
ما هي عقوبة هذه الجريمة؟
أولا المشرع كيَّف هذه الجريمة على أساس أنها جناية، أما بالنسبة للعقوبة، وبالعودة إلى القانون الجنائي، وتحديدا الفصل 2-218 فقد نص على الحبس من سنتين إلى ست سنوات وغرامة تتراوح بين 10 آلاف و200 ألف درهم، لكل من أشاد بأفعال تكون جريمة إرهابية، وذلك بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية أو بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية أو بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم بواسطة مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية والإلكترونية.
هل تعتقد أن اعتماد المقاربة الزجرية كاف لمواجهة هذه الجريمة؟
قد لا تكون العقوبة الحبسية كافية لمحاربة الجريمة الإرهابية، سواء كانت بالفعل أو بالإشادة، ولكن ولحماية المجتمع لابد أن يتدخل القانون بشكل رادع وزجري لوقف من يقومون بهذا الفعل، على اعتبار أن الأمر يتعلق بتهديد خطير للمجتمع وللدولة.
طبعا، يمكن القيام بأمور أخرى بموازاة ذلك، تشمل جوانب ثقافية ودينية وغيرها لمواجهة هذه الجريمة، ولكن الأساسي أنه كان لابد من إصلاح القانون لملء الفراغ على هذا المستوى.
ما هي المخاطر التي يمكن أن تنتج عن "الإشادة بالإرهاب"؟
تكمن خطورة الإشادة بعمل إرهابي في أنه قد يؤدي إلى التطبيع والتسامح مع الفعل الإرهابي، ومع العناصر الإرهابية التي تشكل تهديدا لأي مجتمع ولأي دولة.
فإن لم يتدخل المشرع وبصرامة لتحقيق الردع والزجر يمكن أن يحدث تطبيع مع العملية الإرهابية وكأنه سلوك عادي بل قد يحول البعض الإشادة بالعمل الإرهابي إلى رأي أو موقف سياسي .
خطورة الإشادة بالفعل الإرهابي خصوصا حين ينبني على قناعة معينة، تكمن كذلك في كونه قد يؤدي إلى تحول من يشيد بعمل إرهابي إلى مرتكب للفعل الإرهابي، بمعنى التحول من القول إلى الفعل.
من جهة أخرى، ينبغي التنبيه إلى أن الإشادة بالفعل الإرهابي لا تدخل في باب التعبير عن الرأي ولا تدخل في باب التعبير عن موقف سياسي بل تدخل في باب تبني فعل إجرامي يستهدف الإنسانية أينما كانت.
المصدر: أصوات مغاربية