بعد التزامهم الصمت حيال مظاهرات 'الحراك' لأسابيع، خرج شيوخ زوايا الصوفية بالجزائر، المعروفة بمساندتها للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله إلى الحكم، ببيان يعلنون فيه مساندتهم للاحتجاجات التي تشهدها البلاد، ويدعون فيه إلى "تغليب مصلحة الوطن".
فهل تراجع التيار الصوفي في الجزائري عن دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو الذي كان مساندا وداعما له على امتداد ولاياته السابقة؟
مصلحة الوطن.. أولا
أثار بيان شيوخ الزوايا الصوفية الذي نشره وزير الأوقاف السابق محمد عيسى، استغراب المتابعين لـ'الحراك الجزائري'، إذا اعتبروا أن التيار الصوفي بالجزائر "بدأ بالتخلي تدريجيا عن الرئيس وهو الذي كان مساندا له منذ توليه الحكم وكان من السباقين إلى دعوته للترشح للعهدة الخامسة".
و جاء في البيان، أنه "يجب تغليب مصلحة الوطن والدخول في أقرب الآجال في حوار بناء، لتجاوز الظرف الحالي الذي تمر به البلاد"، داعيا الجميع إلى الحرص على "أن يكون الانتقال إلى النظام السياسي الذي يرتضيه الجزائريون انتقالا مؤسساتيا وليس انتقالا فوضويا، حتى نجنب وطننا مخاطر الفوضى".
#ترحلوا_يعني_ترحلوا سحقنا أكلة الكاشير ونسينا منابر الفتنة وشيوخ البلاط اقصد شيوخ الزوايا والعروش. وقود العصابة والضامن الاكبر لكل عهدات بوتفليقة أين أنتم واين محلكم من الإعراب؟ pic.twitter.com/v3i5CqrQlD
— 🇩🇿أحفاد الأمير عبد القادر🇩🇿 (@ahfadelamirabde) 18 mars 2019
واعتبر المؤرخ الجزائري، رزقي فراد، أن البيان تضمن "خيانة من التيار الصوفي للرئيس"، مؤكدا أن "التيار الصوفي غير من خطابه السياسي وأعلن بوضوح عن موقفه الداعم للحراك، حين قال في البيان إن الحراك الشعبي أعطى صورة مشرقة عن الجزائر".
واعتبر فردي، أن "الزوايا فقدت الكثير من مصداقيتها بعدما أصبحت تساند الاستبداد وانحرفت عن أدوارها الأخلاقية وأصبحت تمنح التزكيات للفاسدين".
وأشار المؤرخ الجزائري، أن "الزوايا لعبت دورا كبيرا في الحياة السياسية الجزائرية"، مؤكدا أنها "بدأت تلعب في الآونة الأخيرة أدوارا غير تلك الدينية التي أسست من أجلها".
الرئيس 'مقدس'
في المقابل، أكد رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين، "أن الزوايا التابعة للمنظمة الوطنية للزوايا لن تتخلى عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أزمته، وستستمر في مساندته في قراره لالتزامها الأخلاقي والأدبي".
وقال رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين: "نحن مع المظاهرات السلمية التي تطالب بالحقوق الاجتماعية والسياسية، وليست تلك التي تدين بوتفليقة أو تصوره على أنه دكتاتور أوصل الجزائر إلى الهاوية".
وشدد رئيس المنظمة الوطنية للزوايا على أن "الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم الكثير للجزائر منذ تقلده كرسي الحكم في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية"، مشيرا إلى أن "بوتفليقة اشتغل كثيرا حتى استطاع أن يقفز بالبلد إلى منطقة الأمان التي يعيش فيها الشعب اليوم".
وأوضح عبد القادر باسين، أن "المنظمة الوطنية للزوايا كانت سباقة إلى دعم الرئيس في عهدته الخامسة لكن عندما تراجع الرئيس عن الترشح لم تجد أي عيب في مساندته في القرار الجديد".
واعتبر باسين أن "الرئيس أصاب حين سحب ترشحه وقرر تأجيل الانتخابات وتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل الدستور وتنظيم انتخابات جديدة".
المصدر: أصوات مغاربية