منذ بداية "الحراك الجزائري" سحبت شخصيات قريبة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دعمها له بعدما وقفت وراءه في عهداته السابقة، ورشّحته بقوة لعهدة خامسة.
ومن هذه الشخصيات وجوه تاريخية وسياسية ثقيلة أبرزها: الوزير الأول السابق أحمد أويحيى ومنسق حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب.
زهرة ظريف بيطاط
في السادس من مارس الجاري انضمت المقاومة زهرة ظريف بيطاط إلى رافضي العهدة الخامسة، وهي واحدة من بطلات "معركة الجزائر" التاريخية ضد الاستعمار الفرنسي.
وعممت زهرة بيطاط بيانا على وسائل الإعلام، أعلنت فيه رفضها ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، وقالت "نعم سأشارك في المسيرة من أجل جزائر حرة مستقلة وديمقراطية يوم الجمعة 8 مارس 2019" وشاركت فيها بالفعل.
ورفضت بيطاط استمرار بوتفليقة في الحكم منذ مرضه سنة 2013، رغم أنها كانت ممن عيّنهم الرئيس بوتفليقة في مجلس الأمة. وطلبت بيطاط في رسالة رفقة شخصيات وطنية سنة 2015 لقاء الرئيس والحديث إليه لمعرفة قدرته على إدارة البلاد، لكن السلطات لم تردّ عليهم.
السعيد عبادو
يشغل السعيد عبدو منصب الأمين العام لـ"المنظمة الوطنية للمجاهدين"، وتضم المقاومين الذين كافحوا ضد الاستعمار الفرنسي خلال الثورة التحريرية.
وقالت المنظمة، التي تعتبر "أُمَّ المنظمات الثورية" في البلاد، في بيان، إن المحتجين طالبوا الرئيس بوتفليقة بأن يترك منصبه بعد أن أمضى 20 عاما في السلطة، وحثوا جميع المواطنين على التظاهر، وأفاد البيان بأنه "من واجب المجتمع الجزائري بكل قطاعاته النزول إلى الشارع".
وتضم هذه المنظمة رفقاء الرئيس بوتفليقة في السلاح، وهم الذين ساندوه في كل عهداته السابقة ومنحوه ما يسمى "الشرعية الثورية" في البلاد، وهو ما لم يحدث هذه المرة.
دحو ولد قابلية
يرأس دحو ولد قابلية جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (استخبارات ثورة التحرير)، وهو أيضا وزير الداخلية السابق خلال العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة.
أعلنت هذه الجمعية، الأسبوع الماضي، دعمها الحراك الشعبي وأكد بيانها "إننا نشارك قلق وغضب الشعب أمام الاحتقار والرفض الذي أبدته السلطة في وجه مطالبه بالتغيير"، وجاء دعم هذه الجمعية للحراك بعد دعم منظمة المجاهدين.
ولفت البيان، الذي وقعه ولد قابلية، وهو من بين الشخصيات التي كانت تدعم سياسات الرئيس بوتفليقة، إلى أن "التعبئة التي لم يسبق لها مثيل، أظهرت إعلان الشعب رفضه التام للعهدة الخامسة"، مشيدا بالتزام الجزائريين بسلمية المظاهرات.
لخضر بورقعة
لخضر بورقعة هو نائب قائد الولاية الرابعة التاريخية إبان ثورة الحرير، وواحد من صناع الثورة، لا يزال يناضل سياسيا إلى اليوم.
أعلن معارضته للنظام السياسي منذ "انقلاب جوان 1965"، واليوم أعلن معارضته لعهدة خامسة وانضم إلى الحراك الشعبي، فوجّه رسالتين عبر الفيديو واحدة أعلن فيها مساندته للمتظاهرين والثانية خاطب فيها رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، دعاه فيها إلى الانحياز إلى الشعب.
وجاء في رسالة بورقعة "نحن مع الحراك الشعبي في مطالبه السلمية والشرعية، ونرفض كل رفض للعهدة الخامسة وللطغمة التي تعمل في الخفاء بعد الرئيس المريض الذي نتمنى له الشفاء، وأناشد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحري الوطني، في هذه اللحظات الحاسمة، أن تنحازوا إلى الشعب وتنقذوه من الارتهان".
أحمد أويحيى
بعد أيام قليلة من استقالته رفقة حكومته، طالب الوزير الأول السابق والأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، السلطة بـ"الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي في أقرب وقت ممكن".
واليوم أوصى حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الحليف الأساسي للحزب الرئاسي في الجزائر، باستقالة عبد العزيز بوتفليقة، في أول رد فعل من الفريق الحاكم على دعوة رئيس أركان الجيش لرحيل الرئيس المريض، الذي يرفض الشارع بقاءه في السلطة.
وجاء في بيان موقع من الأمين العام للحزب أحمد أويحيى "يوصي التجمع الوطني الديمقراطي باستقالة السيد رئيس الجمهورية طبقا للفقرة الرابعة من المادة 102 من الدستور، بغية تسهيل دخول البلاد في المسار الانتقالي المحدد في الدستور".
المصدر: أصوات مغاربية