مع نهاية مرافعات هيئة الدفاع في ملف معتقلي حراك الريف، وقرب النطق بالحكم الاستئنافي، وجه المعتقلون خطابا إلى الرأي العام، نفوا من خلاله عن أنفسهم الدعوة إلى تأجيج الأوضاع، واتهموا السلطات بالاستمرار في "تسليط عصا غليظة على الريف"، مشددين على أن الحراك "لم يأت من فراغ".

وفي خطاب نشره أحمد الزفزافي، والد قائد الحراك، المعتقل، ناصر الزفزافي، أكد المعتقلون أن "السياسة القمعية التي نهجتها الدولة في حق حراك الريف هي الأشد، والتي تعتبر فصلا من فصول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي عانى الريف من ويلاتها على مدى العقود الماضية".
ويشدد الخطاب على أن "الحراك الشعبي بالريف لم يأت من فراغ بل انبثق من رحم الجماهير وعمق معاناتهم"، مضيفيا أن "الدولة لم تستغ هذا الوعي الشعبي الذي ينادي بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية الفعلية والحقيقية، وتجاهلت الحراك وخونته وقمعته".
وتساءل المعتقلون "كيف لنا أن نصمت في ظل الإقصاء والتهميش والحكرة، وفي ظل سيادة الفساد والاستبداد والعبث السياسي واقتصاد الريع والمحسوبية على حساب قيم الحرية والعدالة والنزاهة والشفافية التي تعتبر من شيم وخصال شعبنا"، مؤكدين أن "سياسات الترقيع المرحلية لحل بعض الأزمات لم ولن تجدي نفعا" داعين السلطات إلى "الإنصات لصوت الشعب ومطالبه وعدم الالتفاف على إرادته من أجل التغيير والتقدم الحقيقيين".
ونفى المعتقلون عن أنفسهم الدعوة إلى تأجيج الأوضاع، إذ أكدوا "إننا لم نكن أبدا من ممتهني الاحتجاج ولا من دعاة التأجيج ولكن أنصار حق ودعاة سلم وأهل حوار إذا كانت هناك إرادة حقيقية للأطراف التي تمتلك القرار".
يشار إلى أن محاكمة معتقلي الريف أمام الاستئناف دخلت مراحلها الأخيرة، بعد نهاية مرافعات الدفاع في ملف معتقلي الحراك والصحافي حميد المهداوي، مساء أمس الثلاثاء.
وقد تم تحديد جلسة يوم الخامس من أبريل المقبل، ومن المنتظر أن تصدر الأحكام بعد تعقيب النيابة العامة على مرافعات الدفاع، وإدلاء المتهمين بكلمة أخيرة.
المصدر: أصوات مغاربية