أدان صحافيون مغاربة حكما أصدرته محكمة في الرباط، يقضي بالسجن ستة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم (نحو ألف دولار)، في حق أربعة صحافيين، كانوا يلاحقون لنشر مقاطع من مناقشات لجنة تحقيق برلمانية حول العجز الهائل في صندوق التقاعد المغربي.
وكانت النيابة العامة تلاحق الصحافيين الأربعة بالإضافة إلى مستشار برلماني بتهمة "بنشر معلومات تتعلق بلجنة تقصي الحقائق حول صناديق التقاعد وإفشاء سر مهني".
واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الصحافيين المعنيين "قاموا بوظيفتهم بمهنية عالية ونقلوا أخبارا صحيحة"، مشيرة إلى أن ملاحقتهم بذلك "تخويف للصحافيين وتضييق عليهم".
ووصف الصحافي بجريدة المساء، محمد أحداد، وهو أحد الصحافيين المدانين في القضية، الحكم بأنه "تكميم لأفواه الصحفيين"، فيما اعتبر الصحافي بجريدة "أخبار اليوم" عبد الحق بلشكر أنه "من غير العدل متابعة الصحفيين بالقانون الجنائي".
'حسابات سياسية'!
وقال الصحافي بجريدة المساء المدان في القضية، محمد أحداد، إن هذا الحكم "ضد حرية الرأي والتعبير وهو رسالة لجميع الصحفيين".
وأوضح أحداد في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "الطبيعي هو محاكمة الصحفيين بقانون النشر، الذي لا يتضمن عقوبات حبسية".
وأشار أحداد إلى أن "الحكم جاء بسبب صراعات سياسية بين حزبي الأصالة والمعاصرة (المعارض) وحزب العدالة والتنمية (الحاكم)"، مؤكدا "أن حزب الأصالة والمعاصرة كان يريد رأس رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، وحينما تبين أن بنكيران لم يسرب أي تفاصيل ورط الحزب الصحافيين في القضية".
وأردف الصحافي بجريدة المساء "أنه كان ينتظر أن تقف النيابة العامة إلى جانب الصحافيين ضد تعسف السياسيين، لكنها للأسف دافعت بشراسة عن السياسيين وعن حساباتهم السياسية"، مؤكدا أنه "يثق في القضاء و يعقد آمالا كبيرة على الاستئناف".
بدورها قالت الصحافية بموقع "الجريدة 24"، كوثر زكي إنها" تعول كثيرا على مرحلة الاستئناف لإنصافها"، مؤكدة أنها "تثق في قدرة القضاء على تبرئة الصحافيين من جريمة لم يرتكبوها".
'رسالة مخيفة!'
من جانبه قال الصحافي بجريدة "أخبار اليوم" عبد الحق بلشكر، إن "الحكم ضد الصحافيين رسالة تخيف جميع الصحافيين، في المغرب وتهديد لحرية الصحافة"، مؤكدا أن الصحافيين قاموا بعملهم "بنشر أخبار صحيحة، في حين أن متابعتهم تمت بقانون خاص بعيدا عن قانون الصحافة والنشر".
واستغرب بلشكر، أن "رئيس حزب معارض هو الذي حرك المتابعة وزج بالصحافيين في هذه القضية".
أما عبد الإله سخير الصحافي بموقع "الجريدة 24"، فأوضح أن "هذا الحكم غير نهائي"، وتوقع أن تأخذ القضية "مجرى آخر عند دخولها للاستئناف"، مشددا على أنه "يثق في القضاء".
وقال سخير إن الصحافيين "فوجئوا بالحكم، خصوصا أن المعطيات كانت دقيقة وحقيقية وتهم الرأي العام المغربي ومستقبل المتقاعدين"، مشددا على أن "هذه الأحكام ستفتح نقاشا مجتمعيا حول حرية الصحافة بالمغرب".
المصدر: أصوات مغاربية