حوّل شباب "الحراك" في الجزائر الساحات والشوارع إلى منصّات مفتوحة على الجماهير، عرضوا فيها مسرحيات وتمثيليات تناولت انتفاضتهم على النظام.
وركّزت جلّ الأعمال على ما يُشبه محاكمات شعبية للنظام بشتى رموزه.
وظهر في إحدى المسرحيات شباب جسّدوا أبرز شخصيات النظام الحالية من خلال أقنعة وضعوها على وجوههم، تقدّمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول السابق أحمد أويحيى ووزير الخارجية الحالي رمطان لعمامرة ورجل الأعمال علي حدّاد ورئيس حزب "تجمع أمل الجزائر" الموالي للرئيس عمار غول والأمين العام لاتحاد العمال عبد المجيد سيدي السعيد والنائب البرلماني عن الحزب الحاكم بهاء الدين طليبة.
وجلست وجوه النظام خلف حاجز حديدي وكأنها داخل قفص في قاعة المحكمة، ثم تقدّم شاب مثّل دور الشعب، وراح يُحاكمهم.
وممّا قاله الشعب "علي حدّاد لماذا قدمت استقالتك؟"، وهنا يطلب حدّاد المسامحة من الشعب فيرد الشعب "لن نسامحك ستحاكم"، وجاء الدوّر على عمار غول "عمّار غول أنت نهبت أموال الطريق السيار وتسببت في مقتل كثير من الجزائريين.. وأنت يا أويحيى كنت تتحدث باسم رئيسنا العاجز عن الكلام!".
وواصل الشعب محاكمة النظام "رمطان لعمامرة أنت تمثّل الأيادي الخارجية، وأنت يا طليبة فررت إلى ألمانيا.. سنعيدك إلى الجزائر، هل تعتقدون بأنكم ستهربون عندما تقدّمون استقالاتكم؟ لا.. ستبقون هنا وستدخلون السجون".
وفي "ساحة الشهداء" عرض آخرون مسرحية قبل انطلاق المسيرات، تحدّثت عن كيفية تشكّل النظام بعد الاستقلال وتضحيات المقاومين وكيف تعرّضوا لـ"الخديعة" من بعض رفاقهم في الكفاح خلال حرب التحرير.
وتطرّق العمل المسرحي إلى "الظلم الذي مارسه النظام على الشعب"، وكشَف "داعمي النظام من أرباب العمل والعسكريين والمستفيدين منه".
ثم انتقل إلى بداية صحوة الشباب والشعب عموما والانتفاضة الحالية، "ومحاولة الإعلام الموالي للنظام التغطية على الحراك"، وأخيرا تحرُّر الشعب ونجاحه في افتكاك حقوقه.
مسرحية أخرى جسّدت النظام من جهة و"الحراك الشعبي" من جهة أخرى عرضها شباب على الهواء بحضور العشرات ونالت إعجابهم وتصفيقاتهم.
وفي هذه المسرحية انقلبت الأدوار، فلعب الشعب دور السّجين والنظام هو السّجّان وبعد معاناة يتحرّر من الأسر على أيدي "شباب الحراك".
المصدر: أصوات مغاربية