بعد إعلان قوات خليفة حفتر هجوما الخميس على العاصمة طرابلس، حيث يوجد مقر حكومة الوفاق، أصدرت الخارجية الجزائرية الجمعة موقفها من الأحداث.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إنها "تتابع ببالغ الاهتمام آخر التطورات الحاصلة في ليبيا" وتدعو "جميع الأطراف إلى التعقل"، مؤكدة أن "أي تصعيد عسكري قد يعيق الجهود الجارية ويعرقل مسار تسوية الأزمة".
ويحذر محللون سياسيون وخبراء عسكريون تحدثت إليهم "أصوات مغاربية" من ما يجري على الأراضي الليبية في الظرف الراهن، متخوفين من انعكاسات ذلك على الوضع الأمني في الجزائر، خاصة في ظل الحراك السياسي الذي تشهده البلاد.
خطر الانفلات الأمني
يرى أستاذ العلاقات الدولية والسياسات المقارنة بجامعة تكساس، إبراهيم هيبة، أن "الجزائر تبقى لحد الساعة بعيدة عن أي خطر يكون مصدره الوضع الليبي".
وقال هيبة في تصريح لـ"أصوات مغاربية": "رغم حالة الفراغ التي تغلف المشهد السياسي في الجزائر بعد استقالة الرئيس بوتفليقة، فإن الجيش يبدو متحكما بشكل جيد في الوضع".
"الانعكاس السلبي والخطير للوضع الليبي على الجزائر قد يحدث في حالة واحدة تتعلق بانفلات الوضع الأمني بالعاصمة طرابلس، مع ما يقابلها من تواصل حالة الفراغ السياسي في الجزائر"، يردف المتحدث.
ويتابع المحلل السياسي قائلا: "إذا تعطلت التسوية السياسية، خاصة إجراء انتخابات رئاسية وتعديل الدستور، وتأكد حدوث انفلات أمني في الجهة الغربية لليبيا، فأكيد أن الجزائر ستتعرض لخطر الجماعات المتطرفة".
ليبيا واحتجاجات الجزائر
أما الخبير العسكري والعقيد المتقاعد، بن عومر بن جانة، فيقلل من حجم مخاطر العملية العسكرية لقوات حفتر على الوضع الأمني بالجزائر.
ويوضح بن جانة، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، وجهة نظره قائلا: "الجيل الجديد من الشباب الجزائري أبان عن وعي سياسي كبير من خلال الحراك الشعبي، ويقظة الشعب تسمح بتجاوز أي خطر قد يأتي من الخارج".
ويضيف المتحدث: "الجزائريون عاشوا تجربة مريرة مع الإرهاب، وهم أكثر استعدادا الآن لمواجهة أي طارئ حتى لو كان مصدره ليبيا".
"الجيش الجزائري يضرب طوقا أمنيا على مستوى الحدود مع ليبيا بشكل يسمح له بالتصدي لأي مناورة او تحرك من قبل الجماعات المتطرفة التي تنشط هناك"، يستطرد بن جانة
لكن الخبير العسكري يرى في المقابل أن "الجزائر قد تواجه مشكلا آخر يتعلق بالنازحين من ليبيا في حال انفرط الوضع الأمني هناك".
بين التخوف والحقيقة
من جهته، يستعبد الخبير العسكري والعقيد المتقاعد، رمضان حملات، أن يؤثر الوضع السائد في ليبيا على متغيرات الوضع الأمني بالجزائر.
ويقول حملات في تصريح لـ "أصوات مغاربية": "عملية حفتر العسكرية تصاحبها عملية تهويل إعلامي لا أساس لها من الصحة".
ويؤكد المتحدث على أن "الوضع في المدن الغربية لليبيا، ومنها طرابلس، سيبقى على حاله ولن يشهد أي تغيير".
"حكومة الوفاق والمليشيات التي تخضع لسيطرتها متحكمة بشكل جيد في هذه الناحية، وباستطاعتها أن تتصدى للوحدات العسكرية التي يقودها خليفة حفتر، وعليه لا أستشعر حدوث أي تغيير في الخريطة الأمنية هناك، كما استبعد وقوع انفلات أمني بها"، يسترسل حملات.
ويضيف الخبير العسكري قائلا: "حتى المجموعات المتطرفة التي تنشط في الغرب الليبي تدرك جيدا قوة ونشاط الجيش الجزائري على الحدود سوف لن تقدم على أي مغامرة تكون نهايتها الفشل".
المصدر: أصوات مغاربية