Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

المصور المتجول أحمد الحمزاوي
المصور المتجول أحمد الحمزاوي

في مساحة خضراء تتوسط شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، يطوف 8 مُصوِّرين متجولين باحثين عن أشخاص قد يفضلون صورة بكاميرا تصوير فوتوغرافي عوض أخرى متلقطة بالهاتف.

يعود ظهور المصورين المتجولين في أشهر شارع بالرباط إلى بدايات سبعينيات القرن الماضي، وكان عددهم يتراوح ما بين 30 و40 مصوِّراً.

 

المصور المتجول أحمد الحمزاوي
المصور المتجول أحمد الحمزاوي

أحمد الحمزاوي أحد هؤلاء. هذا السبعيني حصل سنة 1972 على رخصة من عمالة الرباط وبدأ حينها، وعمره 24 عاما، امتهان تصوير المارَّة في تلك الساحة.

​​حمام الساحة

أغلب من يطلبون خدمات الحمزاوي وزملائه يختارون التقاط الصور وسط الحمَام الذي يأتي إلى تلك الساحة.

يحكي الحمزاوي لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "قبل 10 سنوات من الآن، كانت حمامتان تأتيان إلى النافورة الموجودة في هذه الأخيرة لشرب الماء".

 

الحمزاوي في شارع محمد الخامس بالرباط
الحمزاوي في شارع محمد الخامس بالرباط

ويضيف الحمزاوي وهو شارد يتذكر أياما ولّت: "كنت أنا وبعض زملائي نرمي لهما حَبَّاتٍ من الكوكاو (الفول السوداني). ومع مرور الوقت، أغرت حبَّات الكوكاو طيور حمام أخرى إلى غاية أن أصبح عددها في الساحة يُقدَّر بالعشرات، وبدأنا نُطعِمُها الذرة والقمح لأنها أرخص".

أيام 'العِز'

في البداية، كان الحمزاوي يصوِر المارَّة بالأبيض والأسود مقابل درهمين (أقل من ربع دولار أميركي)، ليرتفع الثمن إلى 5 دراهم (حوالي نصف دولارٍ).

يعود الحمزاوي بذاكرته إلى "أيام العِزِّ"، كما يسميها، ويقول: "كنت حينها ألتقط 30 صورة خلال اليوم الواحد. وأغلب تلك الصور كنت ألتقطها لعشاق يزورون الساحة. وكان بعض الأشخاص يأتون إلى الساحة ويطلبون مِنِّي مرافقتهم لتوثيق أعراس، وأعياد ميلاد، واجتماعات إدارية، وندوات..".

للحمزاوي ذكريات كثيرة في حديقة شارع محمد الخامس، أهمها تصويره للملك محمد السادس وأصدقائه عندما كان وليا للعهد.

يحكي لـ"أصوات مغاربية": "لا أتذكر السنة بالتحديد، لكن ذلك حدث في شهر رمضان، حينما كان الملك محمد السادس لا يزال وليا للعهد. قَدِم إلي رفقة مجموعة من أصدقائه، بعدما انتهوا من مشاهدة فيلم في سينما كُولِيزِي".

الحمزاوي، أحد المصورين المتجولين المتبقين في شارع محمد الخامس بالرباط
الحمزاوي، أحد المصورين المتجولين المتبقين في شارع محمد الخامس بالرباط

و​​يضيف هذا المصور الفوتوغرافي: "في البداية، لم أتعرف عليه، قبل أن يهمس شخص في أذني، علمت لاحقا أنه أحد أفراد طاقم حراسة الملك، وقال إن من أصوره هو ولي العهد سيدي محمد. التقطت له صورة رفقة أصدقائه وسلمته الصورة في الحين، قبل أن يدفع لي 13 درهما (حوالي دولار أميركي ونصف) ويغادر".

عدسات كاميرات الحمزاوي اقتَنَصَت كذلك صورا لمشاهيرَ مغاربة لا يزال يتذكَّر منهم المدرب الأسبق للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بادو زاكي، إلى جانب مشاهير آخرين.

وكان الحمزاوي أيضا شاهدا على عدة مظاهرات واعتصامات وأحداث مهمة وحتَّى محاولات أشخاص إحراق أنفسهم أو الانتحار شنقاً في ذلك الشارع بسبب أوضاعهم الاجتماعية.

صراع مع الموت

حاليا، تمر على الحمزاوي أيام يقول إنه لا يلتقط فيها صورة واحدة. "لم تعد تكفيني هذه الحرفة لإعالة أسرتي"، يردف موضحا.

ويرجع الحمزاوي السبب إلى التكنولوجيا، إذ يقول: "أنا وأمثالي نصارع الموت المِهني. الهواتف الذكية تسببت في انقراض مجموعة من المهن في دول العالم الثالث، من بينها مهنة المصوِّرين المتجوِّلين".

الحمزاوي، أحد المصورين المتجولين المتبقين في شارع محمد الخامس بالرباط
الحمزاوي، أحد المصورين المتجولين المتبقين في شارع محمد الخامس بالرباط

​​ولم يعد يقصد الحمزاوي وأمثاله في شارع محمد الخامس بالرباط إلا أشخاص لا يثقون في التكنولوجيا، وفق قوله

"يخافون أن تُسرَق هواتفهم المحمولة أو تُمسَح منه الصور بسبب الفيروسات، فيلجأون إلينا لالتقاط صورٍ توثق ذكرياتهم في هذا الشارع"، يردف هذا المصور.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة