لا يزال الاقتصاد التونسي يعاني عجزا تجاريا كبيرا، رغم اتخاذ السلطات حزمة من الإجراءات التي من شأنها تحفيز الصادرات.
بلغ العجز التجاري خلال الثلاثي الأول من سنة 2019 ما قيمته 3973 مليون دينار مقابل 3655 م د خلال نفس الفترة من سنة 2018 #الى_الأمام
— Jamel ALOUI (@jamelaloui) 9 avril 2019
وحسب بيانات كشف عنها المعهد الوطني للإحصاء (حكومي)، سجل الميزان التجاري (الفرق بين الصادرات والواردات) عجزا بنحو 3.973 مليار دينار (نحو 1.3 مليار دولار)، خلال الربع الأول من العام الجاري.
وتتصدر الصين قائمة الدول التي سجلت معها تونس أكبر نسبة عجز تجاري (أكثر من 460 مليون دولار) تليها إيطاليا فتركيا والجزائر.
ووفقا للأرقام ذاتها، فقد ارتفعت الواردات بنسبة 14.3 في المئة بمقارنة سنوية، ونتجت هذه الزيادة عن ارتفاع في واردات المواد الزراعية والغذائية والطاقية.
في المقابل، سجلت الصادرات التونسية بدورها ارتفاعا بنحو 16.3 في المئة بمقارنة سنوية، وتعود هذه الزيادة إلى ارتفاع صادرات قطاع الفسفاط ومشتقاته وقطاع الصناعات الميكانيكية والنسيج وغيرها.
وتأتي هذه الأرقام السلبية للميزان التجاري التونسي، رغم اتخاذ الحكومة التونسية بداية العام حزمة من الإجراءات لدفع عجلة التصدير.
ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها الرفع في موازنة صندوق النهوض بالصادرات ومنح امتيازات لدعم الصادرات نحو السوق الأفريقية وتطوير الجانب اللوجستي والنقل البحري فضلا عن تبسيط النفاذ إلى التمويل.
ويُفسّر المحلل الاقتصادي، وجدي بن رجب عدم إعطاء هذه الإجراءات نتائج إيجابية على مستوى الصادرات بعدة عوامل أبرزها ضعف الإنتاجية.
ويقول بن رجب في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "العجز التجاري المسجل في الربع الأول من العام الجاري منطقي بالنظر إلى تدهور الإنتاج".
وحسب المحلل ذاته فإنه "أصبح من الأسهل على الشركات توريد السلع والمواد الأولية بدل تصنيعها في تونس بالنظر إلى تفشي الاحتجاجات وغلاء الأسعار".
كما يُرجع بن رجب هذه الأرقام السلبية إلى "العجز الكبير المسجل في قطاع الطاقة بسبب تراجع إنتاج البترول من نحو 110 ألف برميل يوميا في 2010 إلى 40 ألف برميل في الوقت الراهن، فضلا عن وقف منح تراخيص التنقيب".
ووفقا لأرقام المعهد الوطني للإحصاء، فقد ارتفعت نسبة العجز في قطاع الطاقة بنحو 10.7 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى للعام 2019.
ويوضح بن رجب بأن "قطاع الفسفاط بدوره تعطل بشكل كبير بسبب توقف الإنتاج في كثير من الأحيان بالحوض المنجمي".
وشهد الحوض المنجمي في الجنوب الغربي للبلاد توترات اجتماعية أدت إلى وقف إنتاج الفسفاط في وحداته في أكثر من مناسبة هذا العام.
المصدر: أصوات مغاربية