Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي رابح لونيسي
الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي رابح لونيسي

  • قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، رابح لونيسي، إن الهدف من تنظيم انتخابات رئاسية في شهر يوليو القادم هو "الالتفاف على مطالب الحراك"، وأكد في حوار مع "أصوات مغاربية" أن هناك "خطة لإبقاء نفس النظام السياسي بالجزائر".

نص الحوار:

تقرر إجراء انتخابات رئاسية جديدة بالجزائر بتاريج 4 يوليو المقبل، ما رأيك في هذه الخطوة؟

المعالم الكبرى لخطة النظام الحالي بخصوص تسيير الأزمة الجزائرية بدأت تتضح يوما بعد يوم.

ما أستطيع قوله هو إن هناك نية حقيقية لدى أطراف في السلطة من أجل الالتفاف على الثورة السلمية للشعب الجزائري. هذه الأطراف تسعى الآن لخداع الشعب من خلال تنظيم انتخابات رئاسية لا نعرف كيف ستسير ومن يسيرها ولأي هدف؟

كان واضحا منذ البداية أن الجيش يريد تطببيق المادة 102 من الدستور، وهو حل جزئي لا يعبر عن الرغبة الحقيقية للشعب الجزائري، الذي يطالب بتغيير كل النظام وليس جزء منه فقط.

في البداية طالب الجيش بتطبيق المادة، ثم أضاف لها المادتين 7 و8، لكن يبدو أن السيناريو الحقيقي للجيش وللسلطة الحقيقية هو الإبقاء على نفس النظام.

ما الهدف من ذلك في نظرك؟

الهدف واضح ولا يحتاج لأي تفسير. لا يبدو أن المؤسسة العسكرية تسعى للاستجابة الكلية لكل مطالب الشعب مثلما يدعي ذلك قائد الأركان أحمد قايد صالح.

المطالب التي رفعها الجزائريون في حراكهم تدعو إلى التغيير الكلي للنظام وكل رموزه، والذهاب إلى مرحلة انتقالية يتم خلالها تشكيل هيئة رئاسية مؤقتة تتولى تسيير البلاد والإعداد لانتخابات رئاسية بشكل توافقي بين جميع الأطراف وبدون مشاركة من تسببوا في الأزمة التي تعرفها الجزائر.

لكن أعتقد أن هناك التفافا واضحا حول ذلك، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من معانقة أزمة سياسية ودستورية خطيرة سوف تنتج وضعية تزيد من أزمة وجراحات الوطن.

أعيد وأكرر هناك طرف لا يريد إرجاع السيادة للشعب مثلما تنص عليه المادتان 7 و8 ويصر على وضع خارطة طريق تحافظ على مصالح النظام الحالي.

هل معنى هذا  أن لا شيء سوف يتغير في الجزائر؟

بهذا التصور المختلف تماما عن إرادة الشعب سوف لن يتغير أي شيء في الجزائر. بل قد نعود خطوات إلى الوراء.

يمكن أن أقول أيضا إن المبادرة التي اقترحها الرئيس عبد العزبز بوتفليقة قبل تقديم استقالته، بخصوص تمديد عهدته الانتخابية والقيام ببعض الإصلاحات، هي أحسن بكثير من التوجه الذي يرعاه الجيش حاليا.

على الأقل، كانت هذه المبادرة تضمن التأسيس لمرحلة فيها نوع من الأمل بخصوص التغيير الذي ينشده الشعب، أما الذهاب إلى انتخابات رئاسية بهذا الشكل فهو أمر خطير ومهدد لأركان الدولة.

ما هو السيناريو المتوقع في قادم الأيام؟

الوضع مفتوح على جميع الاحتمالات الآن، لكن المطلوب من الشعب الجزائري أن يستمر في حراكه ولا يستسلم لمثل هذه المناورات. 

لقد أثبتت الأيام أن النظام السياسي في الجزائر لا يستجيب إلا تحت الضغوطات، وهذا ما وقفنا عليه طيلة مراحل الحراك الشعبي الذي بدأ منذ 22 فبراير الماضي.

في حال توقف الحراك ودخلنا في لعبة النظام الحالي سيكون الجزائريون قد ضيعوا أهم فرصة في تاريخهم الحديث، وسوف لن يتمكنوا من الحديث عن شيء اسمه الديمقراطية والحرية.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة