Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

body placeholder

الليبية سلمى: تبعت داعش حتى دخلتُ السجن
الليبية سلمى: تبعت داعش حتى دخلتُ السجن
الليبية سلمى: تبعت داعش حتى دخلتُ السجن

إقرأ قصة سلمى أدناه

المؤهل الدراسي: أولى ثانوي/ اسمي: سلمى. م.س / تاريخ ومكان ولادتي: 1996 بنغازي /جنسيتي: ليبية

عشت كغيري حياة عادية بعيدة عن التشدد، في مدينتي بنغازي، إلى أن انتشرت الجمعيات الدعوية التابعة لـ"أنصار الشريعة"، تقوم، في الظاهر، بالأعمال الخيرية، بينما في الحقيقة هم يزرعون نبتة التشدد.

زواج ملغوم

اسمي سلمى. كنت أدرس في ثانوية 28 مارس في السنة الأولى في منطقة الكيش. عاينت ظواهر غير أخلاقية في الثانوية، فخافت علي أمي، وهي سورية الجنسية، ولذلك أدخلتني إلى جمعية دعوية في بنغازي. وتواصلت أمي مع الجمعية الدعوية، وكان من رد هو حسن. ك. طلبت منه أن يضمني إلى الجمعية لإرشادي للالتزام بالدين الإسلامي، ولكنه رفض وذكر لأمي أن الجمعية مخصصة للنساء المتزوجات فقط.
كان حسن في تلك الفترة في مرحلة البحث عن امرأة يتزوجها، وأثاره الفضول بسبب لهجة أمي السورية، وأراد التعرف على عائلتنا، فطلب من والدته الذهاب لأهلي من أجل خطبتي، فوافقت على الزواج، وجاء حسن لخطبتي رسميا من أخي محمد، لأن والدي متوفي منذ فترة، واستمرت الخطبة حوالي ستة أشهر، وبعد ذلك أقمنا عرسنا في يناير 2013.
كان حسن يخرج من المنزل أحيانا في أول النهار، ولا يعود إليه إلا في أواخره. في تلك الفترة ظهر تنظيم "أنصار الشريعة" في بنغازي. كان حسن من مؤسسيه، وظل يذهب إلى مدينة درنة لإشاعة أفكار هذا التنظيم.
أقمنا في مسكن قرب سوق البدرية ببنغازي. في تلك الفترة التحق زوجي بالجناح المسلح لتنظيم "أنصار الشريعة" في بنغازي، كما كان يعمل مدرسا للتربية الإسلامية في مدرسة خاصة. وعند الليل يشتغل حارسا في نقطة تفتيش تابعة لـ"أنصار الشريعة" في منطقة رأس عبيدة في بنغازي.

خطيب داعش

أنجبت أول أطفالي "معاوية"، وبعد أيام طلب مني حسن الاستعداد للسفر إلى مدينة سرت، بعدما أخبره صديقه فيصل.ذ بنقص في الخطباء بالمدينة. رفضت في البداية، لكن بعد إصرار زوجي وافقت، وسافرنا في شهر رمضان عام 2014.
كان في استقبالنا المدعو مصعب.ز الذي قام بتوفير سكن لنا في حي 600 بسرت، وهو عبارة عن الشقة تابعة للهيئة العامة للأوقاف التي كان مصعب.ز مسؤولا فيها. وبعد حوالي أسبوعين انتقلنا إلى مسكن آخر في الحي رقم "2".
بعد فترة، قدم أهل زوجي حسن إلى سرت، ونقلني زوجي إلى منطقة الجيزة العسكرية في هذه المدينة. في هذه الفترة زرتُ عائلتي في مدينة بنغازي، مع زوجي، حيث كانت الحرب على أشدها بالمدينة. وعند خروجنا من بنغازي اتفق زوجي مع صديقه ووالدته لتهريبنا إلى مدينة اجدابيا، لأن زوجي كان مطلوبا في "عملية الكرامة".
وصلنا إلى اجدابيا واستقبلنا المدعو فائز.ع، وهو قيادي في تنظيم "أنصار الشريعة". سافرنا سويا في سيارتين بقيادة أزواجنا، وأوقفتنا نقطة تفتيش تابعة لقوات حرس المنشآت النفطية في منطقة السدرة، وسألوا عن أوراقنا الثبوتية فقلنا لهم إننا لا نملك شيئا، وذكروا لهم أسماء مزيفة، ثم واصلنا الطريق إلى أن وصلنا سرت.

إعلان داعش

عند وصولنا نزلنا في منزل القيادي أحمد.ه، في قصور الضيافة، ومنذ ذلك الوقت بدأ التخطيط بين القادة، وبينهم زوجي، لإعلان تنظيم "داعش" في مدينة سرت، حيث كانوا في تشاور، بشكل مستمر، لأيام. أما أنا فبقيت في منزلي وأنجبت ثاني أطفالي "عبد الله"، عام 2015.
ظل زوجي يمارس الخطابة في المساجد لحث الناس على الانضمام لتنظيم داعش، وذهب مجموعة من قادة "أنصار الشريعة" في سرت إلى سورية لمبايعة التنظيم، وبعد رجوعهم أُعلن عن تنظيم داعش فعليا.
بعد الحرب بين داعش و"الكتيبة "166 التي أسفرت عن سيطرة داعش على سرت بدأ، التنظيم يفرض الحجاب الأسود الكامل على النساء في سرت، وإغلاق المحلات التي تبيع السجائر، وإزالة الصور من المحلات التجارية، ومنع الأغاني في السيارات، وشرع في تضييق الحياة على أهل سرت وفرَض عليهم ضرائب قاسية.
خطب زوجي حسن خطبته المشهورة في مسجد الرباط، ودعا الناس إلى "التوبة"، واعتبر أن "الديمقراطية هي كفر، والليبيون مرتدون يحل قتلهم، إلا من تاب وبايع تنظيم داعش ومنع التعامل مع الدولة الليبية باعتبارها دولة كافرة".
بدأت الحرب بين قوات "البنيان المرصوص"، المدعومة من حكومة الوفاق الوطني من جهة، وبين عناصر داعش في سرت من جهة أخرى، وضاق الخناق علينا ونفد الأكل والشرب. في هذه الفترة أنجبت طفلي الثالث "مهند".

نجاة من الموت

أصيب زوجي حسن في المرة الأولى خلال قصف طيران أجنبي في حي 700 بسرت، وقابلته في مضافة الجرحى يمشي على عكازين، وبعد ذلك عاد من جديد إلى الحرب حتى قتل في الحي رقم "1"، وشاهدته عند نقل جثته إلى الجيزة العسكرية وتعرفت عليه.
بعد أيام، قُتل ابني معاوية في الجيزة البحرية، وعمره ثلاث سنوات، بسبب سقوط منزل عليه. بعدها بأيام قتل ابني مهند، وكان عمره حوالي سنة، بعد اشتعال النار في منزل كنا نقيم فيه.
أصبت في ذراعي الأيسر بشظية عند مغادرتي أماكن الاشتباكات. بعدها سلمت نفسي إلى قوات "البنيان المرصوص" في سرت في ديسمبر 2016. دخلت السجن، وكان معي ابني عبد الله وعمره سنتان فقط..
تبعتُ زوجي حسن أينما ذهب. عشت الرعب خلال هذه الرحلة المتعبة. أتمنى الإفراج عني. أنصح النساء بعدم الانجرار وراء داعش، فقد تحطمت حياتي بسببه.



تحقيق خاص لـ"أصوات مغاربية"