Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

أطفال في ليبيا- أرشيف
أطفال ليبيون - أرشيف

ربما تبدو الحياة طبيعية في معظم أنحاء العاصمة الليبية طرابلس، غير أن التوتر موجود في كل مكان في ظل سماع دوي قذائف المدفعية في معظم المدينة مع هجوم القوات الموالية لخليفة حفتر على أطرافها الجنوبية.

وقال عامل في مقهى يبعد عشر دقائق بالسيارة عن خط الاشتباك "كنا نسمع أصوات إطلاق النار منذ الصباح هنا"، وغلب الهمس على صوته وهو يقدم خدمات للزبائن بينما كانت المركبات العسكرية تمر سريعا بجانب المقهى.

وأضاف "إذا ما اقترب الاقتتال، سأهرب".

طرابلس - 10 أبريل
طرابلس - 10 أبريل

​​ومثل آخرين، رفض العامل الإدلاء باسمه وتساءل عما إذا كان خليفة حفتر سيدير طرابلس قريبا.

وما زالت المكاتب الحكومية مفتوحة وكذلك المطار الوحيد العامل، لكن الطائرات لا تهبط أو تقلع إلا خلال الليل، حيث يقل التهديد الذي تشكله طائرات حفتر العتيقة، فيما لا تزال المدارس مفتوحة باستثناء تلك التي باتت تستضيف الذين فروا من منازلهم.

ولا يوجد قتال في مناطق وسط وشمال المدينة، حيث تعج المقاهي والمتاجر بالزبائن وتظل مفتوحة كالمعتاد حتى ساعة متأخرة من الليل.

غير أن حركة المرور باتت أخف، فقد غادر الكثيرون للإقامة مع أقاربهم بينما يفضل آخرون البقاء داخل المباني، ويحصلون بانتظام على أنباء التطورات من أصدقاء يعيشون قرب خط المواجهة، ويكافحون لمعرفة ما إذا كان القتال يقترب.

صورة بانورامية لطرابلس
صورة بانورامية لطرابلس

​​ورغم أن السيطرة على بعض الشوارع في ضاحية عين زارة الجنوبية، مسرح أعنف الاشتباكات، تتبدل عدة مرات في اليوم إلا أن خط الاشتباك ثابت بوجه عام.

وحصنت القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا والتي مقرها طرابلس الطرق الرئيسية الجنوبية بأكياس الرمال وحاويات الشحن لصد الدبابات وناقلات الجند المدرعة التابعة لقوات حفتر.

ويتنحى العدد القليل من الحافلات والسيارات الخاصة جانبا على تلك الطرق لمرور العربات العسكرية التي تعلوها المدافع المضادة للطائرات، وتتحرك من وإلى خط الاشتباك.

رغم ذلك فإن الصيدليات والمخابز والمتاجر التي تبيع الأجهزة الإلكترونية والأثاث ما زالت موجودة على جانبي الشارع، مثلما هو الحال في وسط المدينة.

أمر طبيعي

وبجوار المقهى، ينوي أمين طرابلسي ترك متجره الصغير للبقالة مفتوحا، تماما كما فعل خلال الاشتباكات المسلحة السابقة، وإن كانت أقل نطاقا، والتي أصبحت جزءا من الحياة في العاصمة منذ عام 2011.

وقال طرابلسي "هذا أمر طبيعي في ليبيا، الوضع الآن هادئ ولكن من يدري، ممكن أن يسوء في أي وقت".

وفي الواقع أصبح عمله الآن أفضل مع نقل أسر شردها القتال إلى نزل طلابي قريب، وتدفقهم على متجره.

وأمام متجره، انتظرت نساء محجبات فررن من عين زارة أمام بوابة مبنى تابع للمجلس المحلي في محاولة لجذب انتباه المسؤولين في الداخل للحصول على أماكن نوم داخل مدارس تحولت إلى مراكز إيواء.

جانب من العمليات القتالية بليبيا
جانب من العمليات القتالية بليبيا

​​ورغم بعد وسط المدينة عن القتال الذي اندلع مؤخرا، إلا أنه يغص بعلامات كثيرة تذكر بما يمكن أن تفعله الحرب.

فالبرج الأزرق البراق المطل على البحر المتوسط ويضم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط ومقر وزارة الخارجية لا تزال به نوافذ محترقة وجدران يغطيها اللون الأسود بعد هجمات لتنظيم داعش العام الماضي.

ويشعر البعض ممن قرروا البقاء بالاعتياد التام على نوبات العنف ونقص الوقود وتوقف عمل الحكومة لدرجة أنهم لا يرون سببا يدعو للذعر الآن.

وقال علي الذي يبلغ من العمر 68 عاما وهو يجلس خارج مقهاه المفضل في حي بن عاشور الراقي "إنني لست خائفا، الحياة مستمرة".

ويقع الحي قرب قلب المدينة لكنه يبعد 11 كيلومترا عن خط الاشتباك.

وقررت زوجته وأبناؤه الأربعة وبناته الثلاث وجميعهم متزوجون البقاء في طرابلس. وقال "الله يقضي بما سيأتي لكنني باق في طرابلس".

 

المصدر: رويترز

مواضيع ذات صلة