مع اقتراب الموسم السياحي الحيوي لاقتصاد تونس، والاتفاق على موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، تتصاعد المخاوف الأمنية في ظل ما تشهده الجارتين ليبيا والجزائر من أحداث متسارعة.
ويؤكد خبراء على أهمية تغيير السلطات الأمنية لاستراتجياتها في مواجهة التحديات التي فرضتها الأحداث الدائرة على الحدود، وذلك "لردع المخاطر التي تتربص بالمواعيد المهمة التي ينتظرها التونسيون".
إجراءات تونسية
وانتقل وزير الداخلية هشام الفوراتي، الثلاثاء، إلى محافظة مدنين الحدودية مع ليبيا، حسب ما أوردته الصفحة الرسمية للوزارة على فيسبوك.
ووقف الوزير على مدى جاهزية الفرق الأمنية على الحدود بمراكز متقدمة، ومنها مركز التوي والمعبر الحدودي رأس جدير.
وقال الفوراتي، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية إن"الوحدات الأمنية طوّرت في خطتها ورفعت درجات الأهبة العملياتية في تنسيق بين مختلف الأسلاك الأمنية والعسكرية".
كما أشار إلى عقد جلسات أسبوعية لتطوير هذه الخطة "من أجل حدود آمنة "، مضيفا أن "الحيطة والحذر واجبان في مثل هذه الوضعية الاستثنائية والظرف الدقيق الذي تمر به ليبيا وخاصة في ظل ما يمكن أن ينجر عنه من تداعيات" من بينها "إمكانية تسلل عناصر إرهابية بطرق مختلفة ومنها اعتماد جوازات سفر مزورة".
وشدد وزير الداخلية على أهمية "التحري التام، عبر المنظومة الإعلامية، في هوية المسافرين واعتماد إجراءات تفتيش للسيارات بالمعبر الحدودي برأس جدير مع رفع درجة اليقظة والانتباه والاستنفار".
المجموعة الفرنسية المسلحة التي تم القيض على أفرادها في راس جدير وهي متجهة إلى تونس وكانت في ليبيا..مع من كانت تحارب...؟
— Youssef Sherif (@youssef13129082) 16 avril 2019
الشلي: تغيير الاستراتيجات الأمنية
وتعليقا على هذه التطورات، قال كاتب الدولة السابق لشؤون الأمن ورئيس مركز دراسات الأمن الشامل، رفيق الشلي، إن "الحرب الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس تفرض على السلطات الأمنية والعسكرية تغيير خططها واستراتيجاتها لمجاراة هذه الأحداث".
وأضاف الشلي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "تطوّر المعارك في طرابلس سيدفع مجموعات من المواطنين إلى النزوح إلى تونس، وهنا تبرز خطورة اندساس عناصر إرهابية ضمن النازحين".
على خلفية الأوضاع في #ليبيا و #الجزائر أعلنت #تونس الجمعة تمديد حالة الطوارئ شهراً إضافيًا في أعقاب اجتماع مجلس الأمن القومي المنعقد برئاسة الرئيس الباجي قائد #السبسي
— Wajd Bouabdallah (@tounsiahourra) 5 avril 2019
كما تواجه تونس، وفق الشلي، خطر "استغلال المهربين والإرهابيين للحدود البرية والبحرية غير الرسمية في تهريب أسلحة أو متشددين إلى داخل البلاد من خلال اغتنام فرصة انشغال قوات الأمن بتأمين المعابر الرسمية".
ويشير الخبير الأمني إلى أن تزامن المعارك في ليبيا مع تنظيم مظاهرات بعدد من المدن الجزائرية، يعمّق التحديات الأمنية التي تقع على عبء السلطات الأمنية والعسكرية في تونس.
"يتعين على قوات الأمن والشرطة في تونس، الحذر من وقوع ثغرات أمنية على الحدود مع الجزائر أيضا، في ظل انشغال القوات المسلحة في هذا البلد بتأمين المدن"، يقول الشلي.
قعلول: تهديدات جدّية
وفي السياق ذاته، لا يخفي متابعون آخرون مخاوفهم من أن تهدد التحديات الأمنية المواعيد التي تنتظرها تونس من بينها الموسم السياحي والانتخابات.
وقالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، بدرة قعلول، إن "صيفا ساخنا بانتظار تونس في ظل المخاطر الإرهابية التي تتهدد البلاد، من بينها إمكانية تسلل عناصر إرهابية من ليبيا فضلا عن تحرك الخلايا النائمة داخل البلاد في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة".
وأوضحت قعلول، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأنه "توجد مخاوف كبيرة على الموسم السياحي في تونس، وتبقى جميع الاحتمالات واردة رغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي اتخذتها السلطات".
أيضاً .. القوات التونسية ألقت القبض علي مجموعة أخري مسلحة ( ١١ ) يحملون جوازات سفر أوروبية حاولت التسلل من ليبيا إلي تونس علي متن قاربين مطّاطييّن ..مرّة أخري أين أجهزة الأمن الليبية ؟
— Abdelsalam Ghoneim (@arghoneim) 16 avril 2019
كما حذرت الخبيرة الأمنية من "إمكانية تأجيل مواعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ظل هذه التحديات الأمنية، فضلا عن عدم استعداد أي حزب سياسي في تونس لخوض هذه الاستحقاقات، ما يجعل إمكانية تحديد موعد جديد فرضية قائمة بقوة".
المصدر: أصوات مغاربية