مثلما اتّخذ الجزائريون السلمية عنوانا كبيرا لـ"حراكهم الشعبي"، اتخذوا له أيضا معالم أبرزها "غار حراك" و"قصر الشعب"، فما قصتها؟
"غار حراك"
هو النفق الجامعي الذي يخترق أسفل الجامعة المركزية في الجزائر العاصمة، حوّل النشطاء اسمه إلى "غار حراك" مُضْفين عليه بذلك قُدسيّة تُحيل إلى "غار حراء"، الذي كان يخلو إليه رسول الإسلام محمد.
فمنذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي، ظل النفق الجامعي نقطة رئيسية في مسار المتظاهرين ينفذون منه في طوافهم كل جمعة ليعودوا إلى ساحة البريد المركزي، حيث قلب "الحراك".
ويحرص المتظاهرون القادمون من الولايات الجزائرية للمشاركة في مسيرات الجمعة بالعاصمة على زيارة "غار حراك"، وترديد هتافات داخله والتقاط صور قرب مدخله أو مخرجه ويتشاركون صورهم مع أصدقائهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقد شهد مخرج الغار اعتداء على متظاهرين من "مُندسّين"، وفق بيان للمديرية العامة للأمن الوطني الأسبوع الماضي، واضطرت تبعا لذلك إلى غلقه خلال المسيرات، ولقي الإجراء استحسانا من البعض فيما أثار استغراب آخرين.
"قصر الشعب"
وإذا كان "غار حراك" قد صار رمزَ للاحتجاجات في العاصمة، فإن "قصر الشعب" هو رمزٌ آخر لـ"الحراك" في مدينة برج بوعريريج شرق البلاد.
هذا "القصر" ليس سوى بناية شامخة غير مكتملة تقع في قلب المدينة لتطلّ بذلك على مفاصلها الرئيسية، يصعد إليها النشطاء كل جمعة بعدما اتخذوها منبرا يعلقون عليها لافتاتهم العملاقة الملآى بالرسائل والمطالب.
ويبدو أن الشباب لم يطلقوا اسم "قصر الشعب" على هذا البناء عبثا، فالجزائريون يعرفون "قصر الشعب" الوحيد في البلاد وهو قصر عثماني بُني سنة 1748، اتخذته الدولة الجزائرية بعد الاستقلال مقرا رسميا يستقبل فيه رؤساء البلاد ضيوفهم الأجانب، و"كأن الشعب أراد أن يكون له قصره الخاص بعد الحراك، يُسمع منه كلمته للسلطة عبر اللافتات التي يرفعها والهتافات التي يردّدها".
وقبل هذين المعلمين اتفق الجزائريين على أن يكون البريد المركزي وساحته قلب "الحراك" وأيقونته الأولى، بسبب موقعه الاستراتيجي الرابط بين مفاصل المدينة وقدرته على تحمّل أكبر عدد ممكن من المشاركين في المسيرات.
المصدر: أصوات مغاربية