اتهم القيادي في حزب جيل جديد والعضو في "حركة مواطنة"، إسماعيل سعيداني، قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح بـ"الضغط على الطبقة السياسية والالتفاف على مطالب الشعب".
وقال سعيداني في تصريح لـ"أصوات مغاربية": "ما جاء في خطاب قايد صالح يعد انقلابا حقيقيا على الالتزام الذي تعهد به في وقت سابق، وأكد من خلاله مرافقة المؤسسة العسكرية للحراك الشعبي إلى غاية تغيير النظام السياسي القائم".
ووصف سعيداني مضمون الخطاب الجديد للمسؤول الأول في المؤسسة العسكرية الجزائرية بـ"المفاجئ"، لأنه "يسعى إلى حماية نظام سياسي غير شرعي وغير دستوري يعد امتدادا لنظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة"، وفق قوله.
رسائل الجيش
وكان نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، ألقى خطابا الثلاثاء بالناحية العسكرية الأولى، وجه من خلاله عدة رسائل تركزت بشكل أساسي على الدفاع عن المشاورات التي تقوم بها الرئاسة مع أحزاب سياسية من أجل البحث عن حلول للأزمة التي تعرفها البلاد.
وقال قايد صالح إن "بعض الأصوات التي لا تبغي الخير للجزائر تدعو إلى التمسك بنفس المواقف المسبقة"، مؤكدا أن "استمرار هذا الوضع ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني".
كما عاد المسؤول العسكري للحديث عن "التهديدات التي تتربص بالبلاد" وفقه، مؤكدا "وجود مخطط يهدف إلى الوصول بها إلى حالة الانسداد".
مخاوف سياسية
يرى القيادي في حزب جيل جديد، إسماعيل سعيداني، أنه "من حق المؤسسة العسكرية أن تخشى على الوضع العام في الجزائر، لكن يجب ألا يتعدى ذلك إلى الضغط على الطبقة السياسية وتخويفها".
وأكد المصدر ذاته أن "موقف الحراك الشعبي وأغلب الأحزاب السياسية من النظام الحالي ثابت ولن يتغير".
"الرئيس بن صالح مرفوض شعبيا، والحكومة الحالية غير دستورية، وهذا يفرض على الجميع مقاطعة كل رموز النظام السياسي الحالي بما في ذلك المشاورات التي أعلنتها الرئاسة"، يستطرد المتحدث.
ودعا سعيداني قائد أركان الجيش إلى "البحث عن حلول ترضي الأغلبية ممثلة في الحراك السياسي وغالبية الأحزاب، بدل الارتهان إلى ما تخططه دوائر محسوبة على النظام السابق".
منطق الدولة
أما القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني والعضو بمجلس الأمة، عبد الوهاب بن زعيم، فأكد أن "الجيش يبقى متمسكا بالخيار الدستوري الذي يعد السبيل الوحيد لتجنيب البلاد الدخول في فراغ قد تكون عواقبه وخيمة على أركان الدولة".
وأضاف بن زعيم، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "خطاب قائد الجيش الجزائري كان واضحا اليوم وهو يحث الطبقة السياسية على الالتفاف حول أرضية من التوافق السياسي تسمح بتجاوز المرحلة الراهنة".
وأردف بن زعيم: "المهم في هذه المرحلة هو تشكيل هيئة تشرف على الانتخابات الرئاسية المقبلة".
واتهم المتحدث بعض الأحزاب السياسية بـ"التوظيف السياسي للحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر من أجل الوصول إلى السلطة عوض الاعتماد على الانتخابات الشفافة".
ونفى القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني تدخل الجيش في الحياة السياسية، قائلا إن "الوضع الذي تعرفه الجزائر استثنائي ويحق لقائد الجيش، الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الدفاع، أن يكون شريكا في عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة".
المصدر: أصوات مغاربية