توفي الأربعاء، مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، عباسي مدني، عن عمر ناهز 88 عاما، كما أعلنت قناة المغاربية التلفزيونية.
وذكر المصدر ذاته، أن عباسي توفي بمستشفى الدوحة في العاصمة القطرية، بعد معاناة مع طويلة مع المرض.
ولد عباسي مدني في العام 1931 بمدينة سيدي عقبة القريبة من ولاية بسكرة بالجزائر، وقد حصل على الإجازة في الفلسفة ثم دكتوراه في التربية، ليعمل أستاذا بجامعة بوزريعة بالجزائر العاصمة.
الشيخ عباسي مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في ذمة الله أملنا أن يكون قد ترك للأجيال مذكراته وشهاداته حول واحدة من أصعب محطات الجزائر المستقلة، مثلما نتمنى أن يكتب عنها كل من عايشوها عن قرب وكانوا جزءا منها، ويكتب أخرون عن محطات تاريخية أخرى.رحمة الله على كل المؤمنين
— hafid derradji (@derradjihafid) 24 avril 2019
أسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في نهاية الثمانينيات رفقة كل من علي بلحاج والهاشمي سحنوني.
وحصدت الجبهة غالبية الأصوات في أول انتخابات تشريعية تعددية شهدتها الجزائر بداية التسعينيات، بعد إقرار دستور جديد أنهى 26 سنة من هيمنة الحزب الواحد (جبهة التحرير الوطني) على الحياة السياسية.
وقد أدى تعليق الجولة الثانية من الانتخابات التي حصلت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي تم حظرها في وقت لاحق، على أكثر من 82 بالمئة من الأصوات، إلى اندلاع أعمال العنف ثم حرب أهلية أسفرت عن سقوط نحو 200 ألف قتيل.

في يوليو 1992، حكمت عليه المحكمة العسكرية في البليدة بالسجن 12 سنة بعد إدانته بـ"المساس بأمن الدولة".
وفي سنة 1997 أطلق سراحه لأسباب صحية لكنه بقي تحت الإقامة الجبرية حتى انقضاء مدة سجنه سنة 2004. سافر عباسي مدني إلى قطر حيث كان يعيش وتوفي بعد معاناة مع المرض.
وقد أدى الإعلان عن قرار توقيف المسار الانتخابي في الجزائر إلى تململ وارتجاج في الساحة الجزائرية وقتها، بعد المعارضة التي أبدتها العديد من الفعاليات السياسية، معتبرة الأمر محاولة لوأد المسيرة الديمقراطية التي عانقتها الجزائر منذ سنة 1989، بعد إقرار الدستور الجديد الذي سمح بالتعددية الحزبية في البلاد لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة.

لكن لم تمض سوى أيام معدودات على هذا التجاذب السياسي حتى بدأت المؤشرات الأولى للعنف في البروز في شكل عمليات مسلحة استهدفت بعض رجال الأمن على مستوى العاصمة.
وطالت هجومات أخرى بعض الشخصيات، قبل أن يتطور الأمر أكثر ويتبين أن جماعات دينية متطرفة، تنضوي تحت حزب "الجبهة الإسلامية للانقاذ"، هي التي كانت وراء تلك العمليات، حسب ما أعلنته جهات رسمية وقتها.
المصدر: أصوات مغاربية/وكالات