Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

مدخل سجن الحراش - أرشيف
مدخل سجن الحراش

قبل أسابيع أودِع رجال الأعمال علي حداد ويسعد ربراب والإخوة كونيناف سجن الحراش في انتظار محاكمتهم.

ويطالب نشطاء جزائريون منذ انطلاق الحراك الشعبي بمحاسبة كبار المسؤولين وحبسهم في سجن الحراش بالذات، فما قصة هذا السجن؟

أكبر سجون البلاد

الحرّاش هو أكبر سجن في الجزائر، بين عدة سجون أشهرها: سركاجي ولامبيز والبرواقية ووهران.

مصالي الحاج
مصالي الحاج

​​بنته السلطات الاستعمارية الفرنسية سنة 1915 وجعلته "مأوى" للجزائريين من سجناء الحق العام ومن زعماء ومناضلي الحركة الوطنية قبل انطلاق ثورة التحرير سنة 1954 وظل كذلك بعد الثورة.

ويقع السجن في مدينة الحرّاش أسفل العاصمة من الجهة الشرقية، وسمّيت كذلك لأنها كانت غابة كثيرة الأشجار والأحراش، أما اسم المدينة خلال الفترة الاستعمارية فهو "البيت المربّع".

من مصالي إلى بن مهيدي

مع تصاعد نشاط الحركة الوطنية في الثلث الأول من القرن الماضي انتهجت السلطات الفرنسية سياسة القمع، فرمت بالعديد من رجالها أشهرها مصالي الحاج الملقّب بأب الحركة الوطنية.

جميلة بوحيرد خلال التحقيق معها من طرف مصالح الاستعمار الفرنسي
جميلة بوحيرد خلال التحقيق معها من طرف مصالح الاستعمار الفرنسي

​​دخل مصالي سجن الحراش مرتين؛ الأولى سنة 1937 ثم أفرج عنه وما لبث أن عاد في السنة الموالية ومكث هناك حتى سنة 1941، ومن سجنائه أيضا شاعر الثورة مفدي زكريا في 1937 والقيادي في الثورة محمد خيضر بين 1938 و1941.

من مشاهير الثورة الذين دخلوا هذا السجن أيضا أيقونة الثورة جميلة بوحيرد بين 1957 و1962 وعبان رمضان والعربي بن مهيدي سنة 1957 أحد قادة الثورة وواحد من الستّة الذين فجّروها.

المعارضة في الحراش

بعد الاستقلال تحوّل الحراش من سجن للثوار والمناضلين الوطنيين إلى سجن لمعارضي السلطة، ومن أبرز المعارضين الحسين آيت أحمد، مؤسس حزب جبهة القوى الاشتراكية سنة 1963، أول حزب معارض، وقد اعتقل سنة 1964 وحكم عليه بالإعدام.

حسين آيت أحمد خلال معارضته لحكم بن بلة
حسين آيت أحمد خلال معارضته لحكم بن بلة

​​وفي الأول من مايو 1966 فر آت أحمد من الحراش مرتديا لباسا نسائيا يسمى "الحايك" (لباس تقليدي جزائري) متسللا وسط نساء من أقاربه جئن لزيارته، وكانت تنتظره خارج السجن سيارة.

وخلال التسعينيات سُجن الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ علي بلحاج في الحراش 12 سنة (1991-2003)، قبل توقيف المسار الانتخابي في يناير 1992.

رجال السلطة ومن حولهم

يقبع في سجن الحراش حاليا رجل الأعمال رفيق عبد المومن خليفة المدان في ما يعرف بـ"فضيحة القرن"، المتعلقة باختلاس ملايير الدولارات من أموال الجزائريين عبر بنوك وشركة طيران وفروع أخرى، ويقضي الخليفة فترة سجن من 18 سنة بدأت سنة 2015.

رجل الأعمال الجزائري علي حداد
رجل الأعمال الجزائري علي حداد

​​و"يستضيف" الحراش هذه الأيام وبصفة مؤقتة، رجل الأعمال الأثرى في البلاد يسعد ربراب ورجال أعمال آخرين هم علي حداد والإخوة كونيناف، ينتظرون جميعا محاكمتهم في حال أثبتت التحقيقات شبهات الفساد التي تحوم حولهم.

وظن الجزائريون أن الحراش سيبقى سجنا يحتضن أبناء الشعب فقط من أصحاب الحق العام، لكن الحراك الشعبي المطالب برحيل النظام، والذي بدأ في 22 فبراير، بات يطالب أيضا بمحاسبة جميع مسؤولي السلطة الذين يثبت تورطهم في الفساد.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة