تظاهر المئات من أطباء القطاع العام صباح اليوم أمام وزارة الصحة بالرباط متشحين بالسواد بدل وزراتهم البيضاء، قبل أن يتوجهوا صوب مبنى البرلمان، تنفيذا "للشق التصعيدي من برنامجهم النضالي" الذي يتضمن أيضا إضرابا عن العمل لمدة أسبوع كامل.
وخرج الأطباء إلى الشارع احتجاجا على ما وصفوه بـ"الوضعية الكارثية" التي يعيشها قطاع الصحة بالمغرب، بعدما وصلت المفاوضات بينهم وبين وزارة الصحة "إلى النفق المسدود"، بحسب تعبيرهم.
ويخوض الأطباء منذ أشهر جولات مفاوضات مع وزارة الصحة، لكنها لم تسفر عن حل يرضي الطرفين معا، ما أدى إلى تعميق الخلاف ولجوء الأطباء إلى تعليق العمل بالمستشفيات العمومية، ردا على ما وصفه الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، منتظر العلوي، بـ" التنكرر للوعود" من طرف وزير الصحة.
"القطاع يعيش وضعية كارثية في غياب المعدات الطبية والبيوطبية وغياب الشروط العلمية لعلاج المواطن المغربي"، يقول العلوي، قبل أن يضيف أن "الوضع أصبح يستلزم محطات نضالية غير مسبوقة، سيعلن عنها في وقتها".
وكشف المتحدث باسم النقابة، عن ارتفاع عدد الاستقالات في صفوف أطباء القطاع العام إلى حوالي ألف استقالة دون تحرك من وزارة الصحة، التي حملها مسؤولية الأوضاع الحالية والمستقبلية في حال استمرار الاحتجاجات.
وعرفت الأيام القليلة الماضية تقديم عشرات الأطباء استقالتهم، احتجاجا على أوضاع القطاع، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر بشكل كبير على الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين المغاربة لمختلف المستشفيات والمراكز الصحية العمومية.
من جهتها، رفضت وزارة الصحة طلبات الاستقالة التي وضعها الأطباء على طاولة الوزير أنس الدكالي، الذي صرح بحسب منابر إعلامية محلية بالقول إن "هذه الاستقالات لا تقوم على أي سند قانوني، وتعد فقط شكلا من أشكال الاحتجاج لا غير"، مضيفا خلال جلسة الأسئلة الشفوية بالبرلمان، أن الوزارة مستعدة لتلقي الاستقالات بشكل فردي في حال تقدم بها الأطباء.
هذا ويرفع أطباء القطاع العام عدة مطالب؛ على رأسها رفع الأجور، من خلال "تخويل الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته كمدخل لمعادلة الدكتوراه في الطب، بشهادة الدكتوراه الوطنية"، إلى جانب إضافة درجتين خارج الإطار، فضلا عن تحسين وضعية وظروف اشتغال الأطباء من خلال توفير الشروط العلمية و الطبية لعلاج المواطن المغربي.
المصدر: أصوات مغاربية