أجل البرلمان التونسي، أمس الثلاثاء، النظر في مشروع قانون لتنقيح قانون الانتخابات بسبب عدم اكتمال النصاب.
ويهدف مشروع القانون إلى إقرار "عتبة انتخابية"، وهي الحد الأدنى من الأصوات التي يشترطها القانون للحصول على مقاعد بالبرلمان أو المجالس المنتخبة.
وتشير أحزاب في الائتلاف الحاكم إلى أهمية إقرار عتبة انتخابية ضمانا لعدم تشتت الأصوات في الاستحقاقات الانتخابية، في الوقت الذي ترفض القوى المعارضة تغيير هذه القوانين في سنة انتخابية.
الشواشي: امتيازات للأحزاب الكبرى
وتعليقا على مشروع القانون، يقول الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي المعارض والنائب بالبرلمان، غازي الشواشي، إن "كتل المعارضة البرلمانية ترفض تغيير القوانين الانتخابية في سنة إجراء الانتخابات، ما يُشكل خطرا على قواعد اللعبة الديمقراطية".
وأضاف الشواشي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "إقرار عتبة انتخابية يُعطي امتيازات للأحزاب الكبرى على حساب القوى السياسية المتوسطة والصغرى".
وأوضح بأن "تطبيق عتبة انتخابية بـ3 في المئة على نتائج انتخابات 2014، سيُفرز برلمانا يقتصر فيه التمثيل على حزبي نداء تونس وحركة النهضة إلى جانب 28 نائبا آخر".
وشدد الشواشي على أن "28 نائبا معارضا لن يتمكن من الطعن في دستورية القوانين، إذ يتطلب الأمر توقيعات 30 نائبا على الأقل للقيام بهذا الإجراء"، واستطرد "الكتل المعارضة بالبرلمان اقترحت التصويت لصالح هذه التعديلات مع تأجيل العمل بها إلى ما بعد انتخابات 2019".
العلويني: ترشيد المشهد السياسي
في المقابل، تدافع أحزاب في الائتلاف الحاكم على هذا التعديلات وترى أنها ضرورية لمنع تشتت أصوات الناخبين.
وفي هذا الإطار قال النائب عن كتلة الائتلاف الوطني المحسوبة على الحكومة، سهيل العلويني، إن " إقرار عتبة انتخابية لا يهدف إلى إقصاء المعارضة، التي يتعين عليها العمل على الوصول إلى الحكم وعدم الاكتفاء بدور المعارضة".
وأضاف العلويني أن "عدم وجود عتبة انتخابية ساهم في وجود برلمانات متشتتة، وخلق فوضى سياسية داخل مجلس نواب الشعب".
وفي غياب هذا الإجراء، يرى النائب أن هناك "صعوبة في تكوين حكومات قوية متجانسة، إذ سيتم اللجوء إلى تحالفات بين عدة أحزاب لا تجمعها برامج انتخابية موحدة".
وخلص المتحدث ذاته، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى أن "العتبة الانتخابية تُبعد العمل السياسي عن المحاصصات الحزبية وتسمح للحزب الحاكم بتنفيذ برامجه، كما أنها ترشّد العمل السياسي وتمنع تشتت الأصوات".
- المصدر: أصوات مغاربية