حذر رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط مصطفى صنع الله من "دخول مجموعات إرهابية مثل تنظيم داعش قطاع النفط" إذا امتدت الحرب.
وقال في مقابلة مع قناة "الحرة" إن "حالة الفراغ أو الخلل إذا نشأت في هذه الحقول قد تسمح لأجسام غريبة بدخول هذه المناطق. ولذلك ندعو لوقف العمليات العسكرية".
وحذر صنع الله أيضا من "أن يتوقف الإنتاج إذا تمددت هذه الحرب أسابيع أخرى". وقال إن الحل الوحيد "هو إيقاف الحرب".
وأضاف أن "محاولة الزج بالمنشآت النفطية خطير.. ويجب تحييد قطاع النفط الحيوي عن الصراعات السياسية".
وأكد صنع الله وجود سفن حربية في ميناء راس لانوف النفطي.
وفي ميناء السدرة، قال إن المطار ما زال مغلقا وإن محاولات جرت للسيطرة على زورقين يستخدمان في إرساء السفن العملاقة التي تنقل النفط، لكن الموظفين في ميناء السدرة أقنعوا المجموعة العسكرية بالتراجع بعد حوار طويل وذلك لأن السيطرة على الزورقين تعني إقفال الميناء.
وأضاف "نعمل في ظروف صعبة للغاية في ظل الاستقطاب والحرب"، مشيرا إلى المناطق المذكورة تقع تحت سيطرة الجيش في المناطق الشرقية.
"نعمل مع الجميع"
وقال صنع الله إن مؤسسة النفط تعمل مع الجميع في شرق ليبيا وغربها.
وأكد أن "نفط ليبيا ليس مقسما.. مؤسسة النفط مؤسسة واحدة ووحيدة، وهي تدير العمليات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي الحقول البحرية، من مقرها في طرابلس".
وقال "بغض النظر عن من يسيطر على المنشآت النفطية، فإن مؤسسة النفط تديرها، وهي ليست منقسمة".
وشدد صنع الله على أن مؤسسة النفط هي "مؤسسة مهنية فنية محايدة لا دخل لها في الصراع السياسي"، وهي "المؤسسة الشرعية الوحيدة التي تدير العمل النفطي بحكم القانون وقرارات مجلس الأمن".
"نقدم تقارير لكل الجهات"
وأوضح أن المؤسسة الوطنية للنفط منشأة بحكم قانون من عام 1969 يحدد مسؤولياتها. وهي تقدم تقاريرها لكل الجهات في ليبيا بمن فيها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وقال إن صالح يتلقى تقرير شهرية من مؤسسة النفط يوضح الإيرادات والتفاصيل الأخرى.
وأضاف "نعمل مع حكومة الوفاق الوطني أيضا، وبحكم الاتفاق السياسي، هي من يشرف على عمل المؤسسة الوطنية للنفط، وهي الحكومة الشرعية التي يعترف بها العالم". وقال إن قرارات التعيين والإقالة لدى مجلس الوزراء.
وأشار إلى أن ذلك يتم أيضا وفق قرارات دولية، "فبسبب الصراع في ليبيا تدخل مجلس الأمن وأصدر قرارات لضمان استمرار الحياة في ليبيا، التي تعتمد بشكل كامل على إنتاج النفط".
"لست عضوا في الإخوان المسلمين"
ونفى صنع الله بشدة إشاعة أنه قريب من حركة الإخوان المسلمين، وبأنه كان يدعم عبدالحكيم بلحاج. وقال: "هذه كذبة، وليس لي ولا لزملائي في مجلس الإدارة إطلاقا انتماءات سياسية لا للإخوان ولا غيرهم".
وأضاف أن هذه الاتهامات "خزعبلات تهدف إلى تفتيت مؤسسة النفط. والبينة على من ادعى".
لا صراع بين إيطاليا وفرنسا
واعتبر صنع الله أن الحديث عن صراع فرنسي إيطالي على امتيازات النفط في ليبيا "كلام عار عن الصحة"، وأضاف "لدينا علاقات جيدة مع شركة إني (الإيطالية) ومع شركة توتال (الفرنسية)، وهما تديران معنا مجموعة من حقول نفط، لكن في مناطق مختلفة، وليس هناك تماس إطلاقا".
واستطرد "شركة إني تدير معنا حقل الفيل في أقصى جنوب غرب في ليبيا، وتدير حقول الغاز وبعض حقول النفط في حوض غدامس وعندها الحقول البحرية وحقل أبو الطفل في المناطق الشرقية والرمال".. أما شركة توتال فلديها "حقل الجرف البحري، وحقل مبروك لذي توقف عن الإنتاج بسبب الهجمات الإرهابية لتنظيم داعش في 2015، وأيضا لديها مشاركة في حقل الشرارة الذي يديره ائتلاف رباعي".
"لا نتعامل مع الشركات القزمية"
وقال صنع الله إن "النفط الليبي يذهب للزبائن التقليدين، في أوروبا بشكل عام خاصة الأسواق الإيطالية والإسبانية والنمساوية والفرنسية، وكذلك الصين، وبعض دول أميركا اللاتينية".
وأضاف "النفط الليبي يتم توزيعه عبر عدد من الشركات.. وشركاء المؤسسة الوطنية للنفط هم الشركاء التقليديون الكبار فقط مثل شيل، إكسون موبيل، وبي بي، وتوتال، وأكونور.. لا نتعامل مع الشركات القزمية والشركات المشبوهة".
"4 مليارات دولار"
وكشف صنع الله أن لدى المؤسسة "خططا طموحة لزيادة الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يوميا" لكن "ظروف الحرب أخرتنا".
وأشار إلى أن الإنتاج النفطي الليبي "لم ينخفض بعد.. ويبلغ 1.269 مليون برميل يوميا".
وكشف أن عائدات النفط ارتفعت إلى مليار ونصف المليار دولار بعد استعادة حقل الشرارة، وأن مجموع ما وردته المؤسسة إلى الخزينة الليبية بلغ أربعة مليارات دولار في الربع الأول من 2019.
- المصدر: موقع الحرة