تعالت الهتافات واللافتات في الجمعة الـ12 من عمر "الحراك الجزائري" منادية بـ"رحيل قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح"، بعدما رفض الاستجابة لمطالب المتظاهرين المتمثلة في رحيل من تبقى من "الباءات" واستحالة تنظيم انتخابات 4 يوليو في وجودهم.
التمسك بالمطالب
ورغم توقيف وحبس "رؤوس العصابة" الأسبوع الماضي، مثلما سماهم الشعب وقائد الأركان، وهم الفريق توفيق واللواء طرطاق والسعيد بوتفليقة، إلاّ أن هذا لم يُثنِ المتظاهرين عن الإصرار على مطلبهم الأول المتمثل في رحيل كل من رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب ورئيس الحكومة نور الدين بدوي.
فجأةً ارتفع سقف المطالب من رحيل بوتفليقة ونظامه، إلى رحيل رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح، الكل يحلل ويتحجج بعدم تدخل الجيش سابقاً وأنه متواطئ وفاسد ولو تدخل لهاجوا وماجوا وصاحوا بأنه انقلاب، هدف هؤلاء #الجزائر الدولة وليس النظام #الجزائر_المحمية_بالله
— 🇩🇿 ﮼أحمدداود 🇩🇿 (@AhmadDaoud14) March 27, 2019
من جهتها تُصرّ قيادة الجيش على عدم المساس بهؤلاء، "احتراما للدستور وتجنّبا للوقوع في فراغ دستوري"، مثلما تقول، وتتشبّث في الوقت ذاته بتنظيم انتخابات رئاسية في موعدها المُحدّد.
وشكّلت هذه النقاط مُفترق الطريق بين قيادة الجيش والشعب، الذي لطالما قالت إنها "تتقاسم نفس النظرة معه إلى المستقبل"، ووصلت الأمور نتيجة لذلك إلى المطالبة برحيل قائد الأركان نفسه، فهل تستجيب قيادة الجيش أم ستواصل التمسك بموقفها؟
"الجيش سيستجيب"
قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، إن الجيش محل ثقة الجزائريين كمؤسسة لا كأشخاص، وعليه "سيجد نفسه مضطرا للحفاظ على هذه الثقة عبر الاستجابة لمطالب الحراك".
..7- الشراكة :أكد قايد صالح على حق الشعب في الاستمرار في التظاهر .. وكأنه يرى أن ذلك يعطي مرافقة لعملية ( الحصاد) التي يقوم بها الجيش .. وهو ما يطرح التساؤل :هل الجيش يستجيب لمطالب الحراك ، أم أنه يستثمر... https://t.co/G7wAV4pBme
— HeSoKa (@HeSoKa_LeGEnD) April 24, 2019
وأوضح جابي في حديث مع "أصوات مغاربية" بأن "الجيش حاكَم جنرالات بتهم الفساد وهو بهذا يعزز ثقة الشعب فيه، فهو لا يستثني أحدا ولو كانوا أبناءه ومنتسبيه"، وعلى هذا الأساس فإنه "لن يغامر بمواجهة مع أي أحد وخاصة الشعب كما أن الشعب لن يغامر بمواجهة مع الجيش".
وتوقّع جابي أن تستجيب قيادة الجيش "في غضون أسبوع أو أسبوعين لمطالب الحراك المتمثلة في رحيل الباءات والدخول في مرحلة انتقالية ثم الانسحاب من الساحة السياسية والالتزام بدورها الدستوري".
"سدّ الفراغ دستوري"
في السياق ذاته قال رئيس "حزب جيل جديد" المعارض، جيلالي سفيان، إن قائد الأركان "وجد نفسه أمام طريق مسدود وما عليه إلا أن يستجيب"، خاصة وأن تنظيم انتخابات في الرابع يوليو "لم يعد ممكنا إجرائيا"، على حد تعبيره.
"الانتخابات في هذه المهلة غير ممكنة بطريقة شفافة وبقاء نفس الحكومة أصبح حاجزا لابد من تجاوزه لأن الشعب يرفض هذا النظام، وتنظيم انتخابات يعني خلافة رئيس لا تغيير نظام"، يضيف سفيان في تصريح لـ"أصوات مغاربية".
من جهة أخرى قال المحلل السياسي حسين بولحية إن الجيش يبحث عن مخرج لرحيل الباءات "لأن رحيلهم يعني فراغا دستوريا، وهذا ما يرفضه الجيش"، وتساءل بولحية "كيف يمكن سدّ هذا الفراغ بالطرق الدستورية!؟"، وأقرّ في الوقت ذاته باستحالة تنظيم الانتخابات في وجود وجوه يرفضها "الحراك".
- المصدر: أصوات مغاربية