اليوتيوبر المغربية التي نشرت فيديو بعنوان "بالدموع.. كيفية وفاة زوجي"
اليوتيوبر المغربية التي نشرت فيديو بعنوان "بالدموع.. كيفية وفاة زوجي"

"بالدموع.. كيفية وفاة زوجي (تحت طلبكم).. اللحظات الأخيرة له قبل الوفاة، دعواتكم لزوجي بالرحمة والمغفرة"، تحت هذا العنوان، نشرت إحدى اليوتيوبرز المغربيات، قبل يومين، فيديو تظهر فيه بزي الحداد وهي تتحدث عن سبب وفاة زوجها بعد أيام قليلة على رحيله.

​​​​الفيديو حصد أزيد من 350 ألف مشاهدة في ظرف يومين، ما دفع صاحبة القناة إلى نشر آخر فيديو جمعها بزوجها قبل رحيله، والذي حصد بدوره أزيد من 100 ألف مشاهدة خلال ساعات قليلة، في الوقت الذي لا تتعدى كثير من فيديوهاتها الألف مشاهدة أو بضعة آلاف لا تصل في أحسن الأحوال الأربعين ألفا.

​​ردود فعل كثيرة أثارها الفيديو الأول وعنوانه الذي عمدت صاحبة القناة إلى تعديله لاحقا، بحيث استغرب كثيرون إلى أي حد يمكن للبعض أن يذهب في العالم الافتراضي في سبيل "الكليك".

صورة عائلية على الباب

"لو طلبت من شخص ما أن يقوم بتكبير صورة عائلية أو شخصية ليعلقها على باب منزله، سيرفض الأمر ويستغربه بل وقد يستنكره، لكن في المقابل هو لا يتوانى عن نشر العديد من الصور الشخصية والعائلية على مواقع التواصل الاجتماعي ليراها المئات والآلاف وأحيانا الملايين من الأشخاص".

إنها المفارقة التي يستحضرها الخبير في شبكات التواصل الاجتماعي، مروان هرماش، وهو يعلق على تشارك الخصوصيات عبر بعض قنوات يوتيوب، والتي يرى أنها تسري على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

​​ويتابع المتحدث مبرزا أنه خلافا للسابق أصبح "تشارك تلك الخصوصيات مقبولا من الناحية الاجتماعية" وهو ما يعكس، وفقه، التغيير الذي طرأ على المجتمع.

ويستبعد هرماش ضمن تصريحه لـ"أصوات مغاربية" أن يكون الدافع وراء ذلك السلوك، متعلقا بالمال فقط، خصوصا وأن كثيرا من تلك القنوات لا تحقق أربااح مهمة عبر يوتيوب، ومن ثمة، هو يرى أن الدوافع قد تكون نفسية، تتمثل أساسا في "حب الظهور والرغبة في تحقيق الشهرة".

من المطبخ إلى.. غرفة النوم

من المطبخ، مرورا بغرفة الجلوس، وصولا إلى الحمام وغرفة النوم، تجول كاميرات عدد من اليوتيوبرز بالمشاهدين، دون تحفظ، في مختلف مرافق البيت، وهن يتحدثن عن تفاصيل من حياتهن كان كثيرون في الماضي يتحفظون عن البوح بها أمام الأغراب وأحيانا حتى أمام الأقارب.

الأمر يتعلق بظاهرة حديثة تثير اهتمام علماء الاجتماع، الذين "يراقبون صيرورتها وكيف يمكن أن تغير هياكل المجتمع ونظرته إلى كثير من الأشياء" يقول  الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، علي شعباني الذي يرى أن حالة "الانبهار بالتكنولوجيات الحديثة" قد انتقلت إلى "فضح وتعرية كل ما كان المجتمع يحول دونه".​

​​ويتابع المتحدث تصريحه لـ"أصوات مغاربية" موضحا في السياق نفسه، أنه في السابق وبفعل كثير من القيم المجتمعية "كان الإنسان يتحرج من كشف خصوصياته"، ولكن اليوم "ومع التكنولوجيات الحديثة صار الإنسان عاريا"ّ، ولم يعد ذلك مثيرا للحرج نتيجة عدة أسباب من بينها "انهيار العديد من القيم"، كون تلك التكنولوجيات أدت إلى "رفع الحجاب الاجتماعي والأخلاقي الذي كان يحول دون كشف الخصوصيات".

 

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة