توجد الناشطة في "حراك الريف" نوال بنعيسى منذ فترة خارج المغرب، إذ تقدمت بطلب لجوء إلى السلطات الهولندية بررته بـ"المضايقات" التي قالت إنها تتعرض لها في المغرب.
صحيفة "إلباييس" الإسبانية أفادت بأن بنعيسى، التي اشتهرت بلقب "خليفة الزفزافي (زعيم حراك الريف)"، غادرت المغرب "سرا" عبر مدينة سبتة، مع ابنها البالغ من العمر خمس سنوات، وتقدمت بطلب لجوء سياسي في هولندا.
ونقلت الصحيفة عن وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" تصريحا لبنعيسى تؤكد فيه مغادرتها المغرب يوم 25 من شهر أبريل الماضي، وتشير فيه إلى أنها "تقدمت قبل بضعة أيام بطلب اللجوء في هولندا، وبررت طلبي بالمضايقات التي أعاني منها. فأنا مهددة بالسجن في أية لحظة إذا شاركت في الاحتجاج، وهذا يقيد صوتي وحريتي".
وكانت محكمة مغربية قد أصدرت في فبراير من عام 2018 حكما في حق بنعيسى بالحبس 10 أشهر مع وقف التنفيذ مع أداء غرامة مالية، وهو الحكم الذي أيده الاستئناف في يناير الماضي.
وفي أواخر السنة الماضية أطلقت منظمة "العفو" الدولية عريضة موجهة إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، تطالبه من خلالها بـ"الكف عن مضايقة" بنعيسى وعائلتها.
وقالت المنظمة حينها إن بنعيسى "أُرغمت وأطفالها على الانتقال إلى مدينة أخرى هربا من المضايقات. وتوقف عمل زوجها ومساعدته للعائلة".
وفي 12 من أبريل الماضي، لوسائل إعلام بأن السلطات المغربية "منعتها" من السفر حين كانت متجهة إلى هولندا للمشاركة في نشاط ينظمه الحزب الاشتراكي الهولندي.
غير أن مجموعة من وسائل الإعلام المحلية نقلت، إثر ذلك، تصريحا منسوبا إلى "مصدر أمني" ينفي منع بنعيسى، ويشير إلى أن الأخيرة "هي من تراجعت عن السفر حين تبين لها أن جواز السفر الخاص بابنها القاصر الذي كان يرافقها منتهي الصلاحية".
يشار إلى أن عضو هيئة الدفاع عن معتقلي "حراك الريف"، عبد الصادق البوشتاوي، كان بدوره قد غادر المغرب سرا عبر مدينة سبتة قبل أن يتقدم بطلب لجوء سياسي إلى فرنسا، والذي حصل عليه في فبراير الماضي.
وكان البوشتاوي قد غادر المغرب بسبب "ضغوط ومضايقات" قال إنه كان يتعرض لها، وإثر الحكم الابتدائي الذي صدر في حقه بالسجن 20 شهرا نافذة مع أداء غرامة مالية.
وفي سياق ذي صلة، سبق لتقرير حقوقي أن رصد ارتفاع ظاهرة الهجرة بعد "حراك الريف" وتحديدا "بعد لجوء السلطات لقمع الاحتجاجات السلمية ومطاردة النشطاء واعتقال العديد منهم إثر مسيرة 20 يوليو 2017".
وسجل التقرير المعد من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الناظور، والذي تم تقديمه في مارس الماضي، ملاحظة "لجوء أعداد كبيرة من الشباب إلى الهجرة عبر قوارب انطلاقا من جميع شواطئ الناظور والدريوش بما في ذلك بعض نشطاء الحراك الذين لجؤوا لمليلية".
- المصدر: أصوات مغاربية