تميّزت أحداث حراك الجمعة الـ13 في الجزائر بمنع الشرطة المتظاهرين من اعتلاء سلالم البريد المركزي، وهو إجراء اصطدم بمشكّكين وبآخرين تفهّموا دوافعه.
ولاية الجزائر العاصمة حذّرت، في بيان رسمي، من "خطر انهيار سلالم البريد المركزي" وقررت "منع استعماله على ضوء الخبرة التقنية لمصالح الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبنايات التي أظهرت وجود تشققات واهتراءات".
وجاء في البيان أنه "استنادا إلى تقرير الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبنايات، وبعد تسجيل تشققات واهتراءات على مستوى سلالم البريد المركزي بالجزائر الوسطى، سيتم اتخاذ إجراءات وقائية تقضي بمنع استعمال هذه السلالم والشروع في أشغال التهيئة والتصليح".
وأضاف المصدر بأن أسباب التشققات والاهتراءات تعود إلى "الوزن الزائد وكذا لقدم المبنى العتيق المصنف معلما أثريا منذ بضع سنوات ما أفضى إلى تسجيل تشوه موضعي في الأرضية وتآكل بارز أثر في الروافد المعدنية التي تشكل الإطار الأيسر المقوّس" للسلالم، واستطرد "حفاظا على سلامة المواطنين ستخضع أجزاء من السلالم لأشغال بمرافقة مهندسي الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبنايات".
وأوصت مصالح المراقبة التقنية للبنايات، يضيف بيان ولاية الجزائر "باسترجاع كلي للأرضية الواقعة تحت الإطار الأيسر وإصلاح العناصر المتضررة للإطارين الأوسط والأيمن أيضا".
ومن الذين "تفهّموا حُجّة السلالم" المدوّن مراد بوقرة، حيث كتب على صفحته في فيسبوك "حتى لو كانت ولاية الجزائر تكذب، من الأفضل أخذ بيانها حول درج البريد المركزي على محمل الجد، والكف عن التحريض لاقتحام السلالم، لأن أي وفاة أو حتى إصابة لا سمح الله، لا أحد سيتحمل المسؤولية.. احشموا حياة الإنسان أهم من عنترياتكم.."
وفي السياق ذاته غرد سمير "عرفت عنکم الموضوعیة؟ هل استدرجتکم السیاسة؟ الموضوع وما فیه هو أن سلالم البرید المرکزي تشققت ولسلامة المتظاهرین تقرر غلق المکان".
من جهة أخرى، دوّن الإعلامي حسان حويشة ساخرا "راهم خايفين عليكم يا المتظاهرين وخايفين أيضا على التراث العالمي ينهار".
واعتبر لشموط عمار تمكّن المتظاهرين من صعود السلام مرة ثانية "نجاحا"، فكتب "المتظاهرون استعادوا سلالم البريد المركزي بعد انسحاب قوات الأمن".
وحذّر المحامي والناشط الحقوقي عبد الغني بادي من التنازل عن السّلالم واعتبرها تنازلا عن "حقّ" من حقوق الحراك "تنازلنا عن النفق الجامعي فأرادوا أخذ سلالم البريد المركزي، عندما تتنازل عن جزء من حقك يأخذون منك كل حقوقك، هكذا علمنا الحراك".
هذا عمل جبان وضد الحراك الشعبي، الجميع يقول سلمية وهناك من ينتهز الفرصة ويهاجم الشرطة ليس شرطا الصعود الى سلالم البريد المركزي حتى يتظاهر المواطن
— zapata16 (@zapata161) May 17, 2019
أما المغرّد زباطا على تويتر فرأى بأن صعود السلالم ليس شرطا للتظاهر "هذا عمل جبان وضد الحراك الشعبي، الجميع يقول سلمية وهناك من ينتهز الفرصة ويهاجم الشرطة.. ليس شرطا الصعود إلى سلالم البريد المركزي حتى يتظاهر المواطن".
لكنّ المغرّد زيدان نزار راي اعتبر السلالم منصّة رمزية للحراك، فكتب "استعادة الشعب لمنصة الحراك الرمزية سلالم البريد المركزي.. وقعه قاس جدا على من يحاولون منع الشعب من استعادة سيادته على وطنه".
استعادة الشعب لمنصة الحراك الرمزية سلالم البريد المركزي..وقعه قاس جدا على من يحاولون منع الشعب من استعادة سيادته على وطنهانتهى
— zidanenizar (@zidanenizar) May 17, 2019
ويذكر أن البريد المركزي بني في 1910 من قبل المهندس جيل فوانو وتضم بداخلها نقوشا وزخارف عربية أندلسية، وهي بناية تعد نقطة التقاء شارعين رئيسيين بالجزائر العاصمة هما شارعي ديدوش مراد والعربي بن مهيدي.
- المصدر: أصوات مغاربية