قال المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، إن ليبيا "على شفا الانزلاق إلى حرب أهلية قد تقود إلى انقسام دائم للبلاد".
وأكد سلامة، في إحاطته لمجلس الأمن بشأن الوضع في ليبيا اليوم الثلاثاء، أن "العنف في طرابلس بداية فقط لحرب طويلة ودامية على سواحل المتوسط، ستؤثر على جيران ليبيا بشكل عام".
ووصف سلامة إحاطته هاته بأنها "تقرير قضى سنتين وهو يحاول تلافي الإدلاء به"، راسما صورة قاتمة عن الوضع في البلاد بسبب تواصل الاشتباكات في طرابلس بين "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج.
وكشف المبعوث الأممي أن هذه الاشتباكات أسفرت عن أكثر من 460 قتيل، إلى جانب أكثر من 100 ألف عالقين قرب جبهات القتال، و400 ألف في المناطق المتضررة من المناوشات، فضلا عن 3400 لاجئ عالق في مراكز احتجاز معرضة للاشتباكات.
ودعا غسان سلامة مجلس الأمن إلى تشكيل لجنة تحقيق في الاشتباكات الحالية، قائلا إن "بعض الدول تزيد من احتقان هذا النزاع الدموي"، داعيا الأمم المتحدة إلى وقف هذا الأمر.
وكشف سلامة تقديم دول عديدة، وفق قوله، للسلاح إلى أطراف النزاع في ليبيا رغم الحظر الدولي، قائلا إن طبيعة الأسلحة المتطورة التي يتم منحها تزيد من عدد الضحايا.
وقال سلامة إن واقعة إيصال "كميات كبيرة من السلاح" إلى حكومة الوفاق بطرابلس أتت إثر إيصال "أسلحة حديثة ومحظورة" إلى "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده خليفة حفتر.
ونبّه سلامة أيضا في كلمته إلى حالة الفراغ الأمني التي تركها انسحاب قوات حفتر من جنوب ليبيا، كاشفا أن تنظيمي داعش والقاعدة استغلا هذا الأمر للانتشار في أماكن بالجنوب، مؤكدا أن "رايات داعش السوداء بدأت بالظهور مجددا في جنوب ليبيا".
إلى جانب ذلك، أشار سلامة إلى وجود أشخاص مطلوبين دوليا وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف في حقهم "يشاركون مع جميع الأطراف في أرض المعركة"، مضيفا: "علينا أن نظهر للذين يرتكبون انتهاكات أن الإفلات من العقاب لن يكون".
وحذّر سلامة من خطر تقسيم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، قائلا إن ذلك قد يؤثر على اقتصاد البلد ورفاهه.
المصدر: أصوات مغاربية