آلاف الجزائريين يحتجون بساحة البريد وسط الجزائر العاصمة
آلاف الجزائريين يحتجون بساحة البريد وسط الجزائر العاصمة

بُني "حراك الجزائر" على سبعة أركان شكّلت معالمه الكُبرى.

بعض هذه الأركان موجود في العاصمة وبعضها الآخر خارجها ولكلّ منها خصوصيّتها، تعال لنُعرّفك عليها في هذه الجولة.

البريد المركزيّ

قلب الحراك وقبلته الأولى، وهو مبنى عملاق ينتصب عند ملتقى شوارع مدينة الجزائر العاصمة، كما يقع على مقربة من مؤسسات رسمية أهمّها البرلمان وقصر الحكومة وعدة وزارات منها الدّاخلية.

منذ بداية الحراك في 22 فبراير الماضي اتّخذ المتظاهرون من المبنى وساحته منبرا ردّدوا منه هتافاتهم، ورفعوا فيه لافتاتهم الرافضة للنظام ولاستمرار حكم بوتفليقة.

​​بُني "البريد المركزي" خلال فترة الاستعمار الفرنسي وتحديدا في سنة 1910 وكان اسمه "البريد الجديد"، أشرف على هندسته المعماريان الفرنسيان "فوانو" و"توندوار" حرصا على أن يحافظ على الهوية الجزائرية العثمانية عبر الأقواس والزخارف الكثيرة والرائعة داخله وخارجه.

في سنة 1985 غيّرت السلطات الجزائرية تسميته إلى "البريد المركزي" وظلّ في الخدمة إلى سنة 2015، حيث تقرر تحويله إلى متحف كبير.

وقبل أيام سيّجت السلطات سلالمه بناء على تقرير خبرة تقنية "حذّر من خطورتها على المتظاهرين بسبب اهترائها".

 

"غار حراك"

هو النفق الجامعي الذي يخترق أسفل الجامعة المركزية في الجزائر العاصمة، حوّل النشطاء اسمه إلى "غار حراك".

منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي، ظل النفق الجامعي نقطة رئيسية في مسار المتظاهرين يوم الجمعة، ينفذُون منه ليعودوا إلى ساحة البريد المركزي.

​​ويحرص المتظاهرون القادمون من شتى الولايات على زيارة "غار حراك"، وترديد هتافات داخله والتقاط صور قرب مدخله أو مخرجه ويتشاركون صورهم مع أصدقائهم على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد شهد مخرج الغار اعتداء على متظاهرين من "مُندسّين"، وفق بيان سابق للمديرية العامة للأمن الوطني، واضطرت تبعا لذلك إلى غلقه خلال المسيرات.

 

"ركن الخطباء"

هو منصّة ينصبها الحراكيون في ساحة موريس أودان المؤدّية إلى مبنى البريد المركزي، ويعتلي هذه المنصة كل من يرغب في إلقاء كلمة يُوصل بها رسالة إلى المتظاهرين والسلطات أو يقدّم مقترحاته لحل الأزمة أو يشتكي ظلما وقع عليه.

شيخ يعتلي "ركن الخطباء"
شيخ يعتلي "ركن الخطباء"

وجاءت فكرة "ركن الخطباء" تأسّيا بـ"هايد بارك" الحديقة البريطانية ذائعة الصيت عالميا، التي تُعتبر منبرا مفتوحا لكل من يريد الحديث في أي موضوع شاء دون أن يحاسبه أحد.

وفي "ركن الخطباء" يتمتّع الجزائريون بحرية التعبير، فالرّكن بات منصة مقدّسة ومقصدا للجميع.

​​

"قلمُ الحراك"

فكرة استحدثها خطاط وكاتب يُدعى رمضان بوشارب، وهو من ولاية عين وسارة غرب الجزائر.

يوفّر بوشارب أقلاما وأوراقا لكل من يرغب في التعبير عن رأيه، فيكتبون ما يرغبون أو يكتبها لهم هو وشباب متطوّعون معه، ثم يعلّق هذه الأوراق على خيام منصوبة في ساحة الحراك.

​​واختار بوشارب شعار "اكتب ما يجول في خاطرك حتى نقرأ أفكارك" عنوانا لفكرته "قلم الحراك"، ويتقاطر المتظاهرون على الخيام ليقرأوا ما كتبه غيرهم أو ليدوّنوا هم ما يجول في خواطرهم.

وتتنوّع الكتابات في "قلم الحراك" بين رسائل للسلطة أو مقترحات ومبادرات للخروج من الأزمة أو أحلام وأمانيّ الحراكيين في "الجزائر الجديدة".

 

"عاصمة الحراك"

ليس المقصود بها مدينة الجزائر العاصمة بل هي مدينة برج بوعريريج شرق البلاد.

استطاعت هذه المدينة أن تسرق الأضواء من العاصمة من خلال التنظيم المُحكم للمسيرات، حتى باتت مقصدا لأعداد لا تحصى من المواطنين القادمين من ولايات أخرى للمشاركة في مسيرات الجمعة.

​​ويحرص سكان مدينة برج بوعريريج على إطعام كل من يقصدهم يوم الجمعة، فينصبون خياما ويعدّون الطعام لضيوفهم ما يضفي على الحراك جوّا من الألفة. 

وفي "عاصمة الحراك" ركنان هامّان جدّا من أركان الحراك هما: "قصر الشعب" و"التّيفو"، ستتعرّف عليهما أكثر إذا واصلت قراءة هذا المقال.

 

"قصر الشعب"

هو مبنى شاهق غير مكتمل الإنجاز يقع في "عاصمة الحراك" برج بوعريريج، اتّخذه شباب الحراك منبرا يعتلونه كل جمعة ليعلّقوا عليه لافتة عملاقة "تيفو".

​​وتميّز "تيفو" برج بوعريريج بكِبره وبالرسائل التي يحملها، منها ما هو موجّه للسلطة ومنها المُوجّه للحراكيين.

ونقلت فضائيات خاصة كواليس تصميم "التيفو" بداية من الفكرة مرورا بالتنفيذ وانتهاء بالإخراج، ويضبط مُعدّو "التيفو" رسالتهم وفق ضوابط رئيسية هي: أن يكون جامعا لكل الجزائريين وعلى الوحدة الوطنية ورفض أي وجه من وجوه النظام في "الجزائر الجديدة".

 

"التيفوهات"

انتقلت فكرة اللافتات العملاقة من برج بوعريريج إلى باقي ولايات البلاد، فبات لكل ولاية "تيفو" خاص بها.

​​فبعدما ظلّت "التيفوهات" حبيسة ملاعب كرة القدم ها هي اقتحمت الشارع السياسي في الجزائر اليوم بسبب "الحراك" الذي انطلق في الـ22 فبراير الماضي.

ومن أشهر الولايت التي تميّزت بتيفوهاتها: قسنطينة ووهران والبويرة وعنابة والجلفة وورقلة وتقرت وأم البواقي وباتنة، ما جعل الأمر يتحوّل إلى "مهرجان فنّي" يتنافس فيه الجميع من أجل هدف واحد هو: إيصال صوت "الحراك".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة