يواجه الجنرال المتقاعد حسين بن حديد "الموت" في حبسه المؤقت بسجن الحراش بالجزائر العاصمة، حسب محاميه بشير مشري.
وقال مشري في تصريحات صحافية إن غرفة الاتهام لمحكمة الجزائر رفضت، الأربعاء الماضي، الاستئناف المقدم في قضية بن حديد من أجل إطلاق سراحه، وأكّد أن موكّله "ضعيف جدا، ويخضع لإشراف طبي صارم ويمكن أن يموت في السجن في أي وقت".
فما قصة هذا الجنرال، الذي سبق وسُجن قبل سنوات؟
"الرسالة المفتوحة"
أودع الجنرال بن حديد الحبس المؤقت في 12 مايو الماضي بتهمة "الحطّ من معنويات الجيش والتأثير عليها"، إثر "رسالة مفتوحة" وجّهها لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح في الـ25 أبريل الماضي، عبر جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية.
وقال بن حديد في رسالته لقايد صالح إن الجيش "مدعوّ إلى اتخاذ مواقف سياسية خارج الحل الدستوري وتسليم السلطة إلى الشعب".
رفض الجيش دعوة بن حديد ودعوات مشابهة قبلها، وردّ بافتتاحية في مجلته "الجيش" قال فيها "الأبواق ذاتها التي طالبت الجيش بالتدخل في الشأن السياسي خلال عشريات سابقة، هي نفسها التي تحاول اليوم عبثا أن تدفعه لذلك في هذه المرحلة، من خلال طرق شتى، أبرزها ممارسة الضغط عبر رسائل مفتوحة ونقاشات وآراء تنشر على صفحات بعض الصحف للذهاب لفترة انتقالية على مقاسهم، يعبثون فيها مثلما شاؤوا، ويمررون مشاريعهم وأجندات عرابيهم، الذين يكنون الحقد والضغينة للجزائر وشعبها".
لكنّ محامي بن حديد نفى هذا الأمر وشدّد على أن موكّله أراد حلا سياسيا للأزمة، وأوضح بأن الذين نقلوا الرسالة لقايد صالح "ضلّلوه من خلال قراءة سيئة للرسالة، بينما لم يفعل الجنرال بن حديد شيئا، سوى أنه اقترح حلاّ وعبّر لي عن ثقته في القايد صالح وقال علينا أن نساعده".
وتحدّى المُحامي السلطات أن تجد في رسالة بن حديد ما يثبت اتهاماتها له "لا يوجد أي عنصر ملموس لاتهامه، وأتحدى النيابة العامة وحتى جميع القضاة لإيجاد جملة واحدة أو حتى كلمة تشكل أساس اتهام بن حديد".
ضدّ الرئاسة وقيادة الجيش
في أكتوبر 2015 أودع بن حديد سجن الحراش وحُكم عليه بـسنة سجنا نافذا وغرامة مالية، بتهمة "إهانة هيئة دستورية (الرئاسة) وإحباط معنويات الجيش".
وتعود أسباب اتّهامه إلى تصريحات أدلى بها لإذاعة خاصة، اعتُبرت مهينة وتحبط معنويات الجيش، لكن تصريحاته الأقوى كانت اتهامه السعيد بوتفليقة بالتحضير لخلافة شقيقه الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
الجنرال المتقاعد حسين بن حديد يروي ظروف حبسه"دخلت السجن بالهاتف وخرجت منه بالهاتف"https://t.co/LI4nTX4tjn pic.twitter.com/JcYvJbXbZV
— الخبر (@elkhabarlive) August 15, 2016
وفي تصريحاته المثيرة، قال حسين بن حديد إن السعيد بوتفليقة "هو الذي يقف وراء التغييرات الأخيرة التي نُسبت لرئيس الجمهورية، بينها قرار عزل الجنرال توفيق من رئاسة الاستخبارات بعد 25 عاما قضاها في هذا المنصب".
وقال أيضا إن التغييرات في الجيش والمخابرات والقضاء مرتبطة بترتيبات خلافة السعيد بوتفليقة لشقيقه، ولم يستثنِ بن حديد الفريق أحمد قايد صالح، واتهمه "بِلعب دور فيما يحدث".
وقضى بن حديد تسعة أشهر في الحبس المؤقّت، ثم أفرج عنه لدواع صحيّة متعلّقة بمرض السرطان ومُنع من التصريح تحت قانون "واجب التحفّظ" العسكري.
- المصدر: أصوات مغاربية