أشادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" فرع المغرب، بمجموعة من الإنجازات التي حققها المغرب في مجال إعمال حقوق الطفل، غير أنها في المقابل سجلت تفاوتات على مستوى استفادة الأطفال في الوسطين القروي والحضري من الإنجازات المحققة في مجالي الصحة والتعليم بالخصوص.
ودعت المنظمة ضمن تصريح لممثلتها بالمغرب، بمناسبة اليوم الوطني للطفل الذي يصادف 25 من مايو من كل سنة، المملكة إلى وضع حد لتشغيل الأطفال في المنازل، وتمكينهم من كافة حقوقهم لحمايتهم من خطر تزويجهم وهم أطفال.
إنجازات في التعليم والصحة
تقول المنظمة إن المغرب بذل "جهودا مهمة من أجل تحقيق إصلاحات أثرت على نحو إيجابي في إعمال حقوق الطفل في البلاد"، مبرزة أمثلة من مجالي الصحة والتعليم.
ففي مجال الصحة، تسجل المنظمة ضمن تصريح ممثلتها بالمغرب، جيوفانا باربيريس، انخفاض وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات بأكثر من 50% خلال الفترة بين عامي 2003 و2018، بحيث انتقل العدد من 47 إلى 22.16 وفاة لكل ألف ولادة.
بموازاة ذلك يسجل ارتفاع نسبة الولادات بمساعدة "accouchements assistés" بـ13 نقطة، بحيث انتقلت من 73.6% إلى 86.6% خلال الفترة بين عامي 2011 و2018.
أما في مجال التعليم فيؤكد المصدر أن المغرب قد وصل تقريبا إلى تحقيق معدل تمدرس شامل في المستوى الابتدائي، مشيدا في السياق بالوسائل المتاحة لتمكين أبناء المهاجرين من ولوج المدرسة المغربية.
تفاوتات بين القرى والمدن
في المقابل، تسجل باربيريس عدم استفادة جميع الأطفال في المغرب على قدم المساواة من التطور الذي تم تحقيقه، إذ ترصد مجموعة من التفاوتات بين الأطفال في الوسطين القروي والحضري.
ومن النماذج التي تقدمها في هذا الإطار، أنه في سنة 2018، تم تسجيل ارتفاع في معدل وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات، بسبع نقاط في القرى مقارنة بالمدن، بحيث وصلت وفيات الأطفال في الوسط القروي إلى 25.99 وفاة لكل ألف ولادة في مقابل 18.81 في الوسط الحضري.
التفاوت يسجل أيضا على مستوى الولادات بمساعدة بحيث تصل النسبة إلى 96.6% في الوسط الحضري في مقابل 74.2% في الوسط القروي.
بالنسبة لمجال التعليم، توضح المنظمة أنه في الوقت الذي يكاد الولوج إلى التعليم الابتدائي يكون شاملا، فإن إحصائيات سنة 2018 تُظهر أن نحو 300 ألف طفل في البلاد يتخلون عن المدرسة سنويا لأسباب مختلفة، في حين أن أقل من 50% من الأطفال في الوسط القروي، خاصة من الإناث، يتمتعون بالتعليم الثانوي التأهيلي.
التمكين من كافة الحقوق
إلى جانب ما سبق، ترى المنظمة أن المملكة ما تزال تواجه تحديات على مستوى ضمان الحماية للأطفال.
وتؤكد "يونيسف" في هذا الإطار، أن هناك حاجة ملحة للقضاء على تشغيل الأطفال كعمال منزليين، مبرزة أن التحدي اليوم يكمن في تنزيل القانون ذي الصلة، ووضع حد لتلك الظاهرة.
ويشدد المصدر أيضا على ضرورة تمكين الأطفال من كافة حقوقهم بشكل يحميهم من التعرض لخطر تزويجهم وهم أطفال، ذلك أن "طفلا يبلغ أقل من 18 عاما، سواء كان فتاة أو فتى يجب أن يكون بصدد التعلم من أجل إعداد مشروع حياته" تقول المنظمة التي عبرت عن ارتياحها بشأن قدرة المغرب على التجاوب مع تلك التحديات.
- المصدر: أصوات مغاربية