خالد نزار وعبد العزيز بوباكير (صورة مركبة)
خالد نزار وعبد العزيز بوباكير (صورة مركبة)

قال الأستاذ الجامعي والكاتب الجزائري، عبد العزيز بوباكير، إنه يتعرض لتهديدات من قبل وزير الدفاع الأسبق خالد نزار على خلفية كتابه الأخير "بوتفليقة.. رجل القدر".

وأكد بوباكير، في حوار مع "أصوات مغاربية"، أن الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد سيصدر خلال الصيف القادم.

نص الحوار:

الجنرال خالد قرر متابعتك قضائيا على خلفية كتابك الجديد وتصريحات أدليت بها، ما الذي دفعه إلى ذلك؟

نعم هذا صحيح، وزير الدفاع الأسبق الجنرال خالد نزار قرر فعلا رفع دعوى قضائية ضدي وضد دار النشر التي تكلفت بطباعة كتابي الجديد "بوتفليقة.. رجل القدر".

وهذا ليس أمرا جديدا على صاحب الدعوى بحكم حساسيته الكبيرة والمفرطة تجاهي وتجاه ما أكتب منذ سنوات حول العديد من الملفات التي طبعت مرحلة التسعينات أو حكم الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد.

سبق لي أن التقيت بالجنرال خالد نزار مرتين، في المرة الأولى هو من طلب لقائي عندما كان وزيرا للدفاع بهدف التسويق لشخصه وللقرارات التي اتخذها وقتها من أجل إنقاذ الجمهورية كما كان يدعي. كما جمعني به لقاء عابر في إحدى المناسبات.

نزار يعتقد أنه هو من أنقذ الجمهورية

​​ما أعلمه أن الجنرال خالد نزار كان يعبر دائما لمقربيه عن انزعاجه مما أكتبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو في بعض المقالات الصادرة في الصحافة الجزائرية.

الشيء الجديد في الأمر هو قراره بمقاضاتي مباشرة بعد سماعه لتصريحات أدليت بها ونقلت من خلالها ما ذكره لي الرئيس الشاذلي بن جديد شخصيا عن وزير الدفاع خالد.

بعدها جاءت قصة كتاب "بوتفليقة.. رجل القدر" الذي صدر أمس فقط، فقد الرجل صوابه وأرسل عن طريق أحد محاميه إعذارا إلى دار النشر وطالبها بتوقيف توزيع الكتاب، كما هدد بمقاضاتها ومقاضاتي.

وما الذي أزعج الجنرال خالد نزار في هذا الكتاب؟

الكتاب موضوع الدعوى لم يصدر إلا نهار أمس فقط، وهذا يعزز لدي قناعة كبيرة بأن الجنرال لم يقرأ بعد حرفا واحدا منه حتى لا أقول جزءا، وبالتالي يمكن وصف ما يقوم به بأنه فعل غبي.

أعتقد أن الهاجس الذي يقض مضجع الجنرال خالد نزار هو خوفه الكبير من احتواء الكتاب على شهادات أو تصريحات لمسؤولين تنتقده وتنتقد أداءه عندما كان يسيطر على مفاصل الدولة ويؤثر في القرار السياسي.

فنزار يعتقد أنه هو من أنقذ الجمهورية، ويرفض تماما أي نقد يخص دوره في توقيف المسار الانتخابي سنة 1992، أو ما قام به خلال مظاهرات أكتوبر 1988.

أعتقد أن الجزائر تعيش عصرا آخر غير الذي بقي راسخا في ذاكرة الجنرال نزار

​​لقد تلقيت عدة تهديدات منه بهذا الخصوص، والآن قرر أن ينفذ تهديداته بشكل مباشر.

ما هو شكل التهديدات التي وجهها لك الجنرال خالد نزار؟

بطرق عديدة ومختلفة، بعضها كان مباشرا وأخرى بوسائل ملتوية، لكن تهدف جميعها إلى منعي عن الكتابة وبالخصوص التعرض إلى كل موضوع قد يفهم منه أنه انتقاد موجه للجنرال خالد نزار، حتى لو كان ذلك من قبيل نقل شهادة من مسؤول سامٍ في الدولة مثل رئيس الجمهورية.

وهل هذا الأمر يخيفك؟

لا أبدا، المشكل أن الجنرال خالد نزار ما زال يعتقد أنه يمكنه إملاء أوامره على الجميع كما كان يفعل في وقت مضى، وأنه قادر أيضا على تجنيد مصالح العدالة لصالحه.

أعتقد أن الجزائر تعيش عصرا آخر غير الذي بقي راسخا في ذاكرة الجنرال نزار.

بالعودة إلى كتابك الجديد، ما الجديد الذي تضمنه عن حياة وحقبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة؟

صحيح كتاب "بوتفليقة.. رجل القدر" سلط الضوء بشكل كبير على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وخاصة بعض الجوانب الخفية من مساره منذ مجيئه للسلطة في سنة 1999.

إضافة إلى ذلك، رويت في هذا المؤلف طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بوتفليقة ببعض الشخصيات السياسية والعسكرية، وأيضا مفهومه للدولة والسلطة والحكم.

وهل من جديد بخصوص الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد؟

عبر منبركم أحمل خبرا مهما بخصوص هذا الأمر، وأؤكد أن الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد سيرى النور هذا الصيف.

الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد سيرى النور هذا الصيف

​​اتصلت بي مؤخرا حرم الرئيس الراحل، وأبدت موافقتها على الشروع في نشر الجزء الثاني الذي ظل معلقا لعدة سنوات.

أعتقد أنه يحتوي على حقائق عديدة ستزيل اللبس عن عديد الأحداث والوقائع التي عاشتها الجزائر خلال التسعينات، وبشهادة المسؤول الأول في الدولة وقتها الرئيس الشاذلي بن جديد.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة