يستمر المسلسل الجزائري "أولاد الحلال" في صنع الحدث داخل البلاد وحتى خارجها، منذ بداية عرضه مع مطلع شهر رمضان الجاري.
ينطلق المسلسل من قصة أخوين شابين، مرزاق وزينو، نشآ في دار أيتام بالعاصمة الجزائر، بعد أن قتل أبوهما والدتهما، وعندما كبرا سافرا إلى مدينة وهران بحثا عن أصولهما.
ومن خلال قصة مرزاق وزينو ينفُذُ العمل الدرامي إلى يوميات سكّان "حيّ الدّرب" الشعبي الفقير في وهران، غرب البلاد.
يظهر الصراع بين الطبقتين الفقيرة والغنيّة "الفاسدة" طيلة المسلسل، وفي خضمّ ذلك تتصاعد الأحداث وتتعقّد في خضم بحث كل طرف عن سبل البقاء، ويزداد التشويق عبر تناول مآسي وأحلام عائلات عديدة في "حيّ الدرب".
يشارك في المسلسل ممثلون شباب أبرزهم عبد القادر جريو (مرزاق) وهو البطل ويوسف سحيري (زينو)، ومليكة بلباي وسمير لعرابي وهو من إخراج التونسي نصرالدين السهيلي.
وحقق المسلسل صدى كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى القنوات التلفزيونية والصحف، فكتبت صحيفة الشروق "أولاد الحلال يصنع الحدث في الصحافة العربية.. منقذ دراما الجزائر!"
#اولاد_الحلالA very powerful performance by Abdelkader Djeriou 👏 in tonight%27s episode. A great script too. I%27m awed 💕 a show that definitely should be considered by @NetflixMENA 🙏
— Ouissal Harize 🇩🇿 (@OuissalHarize) May 25, 2019
ولم تتوقف شهرة المسلسل محليا، إذ وصل صيته إلى وسائل إعلام عربية فوصفه بعضها بـ"المسلسل الذي حبس أنفاس الجزائريين وحقق نجاحا كبيرا"، وكتبت مواقع لبنانية أنه "كسر هيمنة العاصمة وانتصر للهامش.. ’أولاد الحلال’ ينقذ الدراما في الجزائر".
وعلى تويتر انتشر وسم "أولاد الحلال" والأمر نفسه على فيسبوك، الذي عجّ بالتدوينات المتفاعلة مع العمل الدرامي.
فدوّن "رضا سيتي 16"، وهو ناشط معروف "كل حلقة يظهر مشهد يرفع مستوى الإبداع هنا يكمن الاحتراف، أن تكون بطلا في مشهد لدقيقة أفضل أن تكون بطلا في عمل فاشل".
وأضاف "أولاد الحلال يفجر المواهب التمثيلية التي كانت مقبورة في رداءة. برافو علامة كاملة لهذه الممثلة. مثلت معاناة حقيقة وبلا ما تنساو ناس وهران الرجال والفحلات لي حطونا فوق رأسهم".
وتساءل أحدهم عن نهاية المسلسل "يا درا؟ النهاية فيها تشويق بزاف هههه".
أما الممثلة التي لعبت دور والدة الممثل محمد خساني، فانتقدت في فيديو نشرته على فيسبوك ما سمّته "سلْبها مشهدا مهمّا" في المسلسل، ودوّنت إحدى الصفحات "خالتي فاطمة اللي لعبت الدور تاع أم خساني في مسلسل أولاد الحلال تخرج عن صمتها وتكشف أنه تم سلبها أحد الأدوار المهمة وتم تحريف المسلسل..".
أما صفحة "تيڨرا ألجيريا" فأشادت بمشهد البطل مرزاق وهو يبكي أمّه ثملاً بعدما تردّدت شائعات نالت من شرفها، فكتبت الصفحة "لقطة مؤثرة من مسلسل أولاد الحلال، مرزاق يبكي ويصرخ ماما باغي نشوفك".
Merza9 . Zinou whoooo !!#اولاد_الحلال pic.twitter.com/b4aF1S5Rzm
— ضُحى🇩🇿 (@pouletae) May 23, 2019
وعن المشهد نفسه غردت زينة على تويتر باللغة الإنجليزية "A very powerful performance by Abdelkader Djeriou in tonight's episode. A great script too. I'm awed a show that definitely should be considered by Netflix". (أداء رائع من عبد القادر جريو في حلقة الليلة، وسكريبت جيد، لقد شعرت بالرهبة من هذا العرض، الذي يجب أن تأخذه نتفليكس بعين الاعتبار).
أما شفيق كلواز فدوّن منتقدا "وفجأة مسلسل أولاد الحلال يصبح فيلم fast and furious السراع في السرعة والخفة بعد ما كانت مدة الحلقة تتراوح بين 30 دقيقة فما فوق الان نرى ان الحلقة بضبط مدتها 13 دقيقة عند حذف الجنريك الابتدائي والنهائي وموجزات الإشهار ليصل الكل 33 دقيقة لماذا تحطمون الانتاج بعد نجاحه ونيل ثقة المشاهد ا نحن اغبياء لهذه الدرجة!!؟"
وتحت عنوان "القُبح اللفظي في مسلسل أولاد الحلال"، دوّن إلياس نجيمي "أنا متمسك بأن مسلسل "أولاد الحلال" جيد ومتماسك شكلا ومضمونا، لأنني أشجع دراما الواقع وأشيد بالطرح الجريء، لكن علينا أن نبقى متمسكين بأعراف الدراما التلفزيونية بأن لها إطارا لا ينبغي تجاوز حدوده، من حيث مضمون الحوار والمحادثات".
وأضاف "العمل الدرامي هو موجه أساسا لأفراد العائلة، يتلقونه من خلال شاشة التلفزيون التي صارت وكأنها فرد منهم، لذلك وبما أننا نعيش في ظل مجتمع متمسك بأعراف وتقاليد، وجب على صناع الدراما وخاصة كتاب السيناريو وصائغي الحوار احترام المشاهد".
وأشار صاحب التدوينة إلى كلمات وردت على ألسنة ممثلين قال إنها "غير محبّذة" في مناطق أخرى بالجزائر، ودعا إلى مراعاة هذا الاختلاف في الأعمال المقبلة.
المصدر: أصوات مغاربية