كمال الدين فخار - صورة منظمة أمنيستي
كمال الدين فخار - صورة منظمة أمنيستي

خلفت وفاة الناشط الحقوقي كمال الدين فخار، يوم الثلاثاء الماضي، جدلا وغضبا كبيرين في الجزائر بالنظر إلى الظروف التي توفي فيها أحد أشهر المعتقلين السياسيين في السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، صالح دبوز، إن "وفاة كمال الدين فخار هي موت مبرمج"، قبل أن يطالب الأمم المتحدة والسلطات الجزائرية بـ"فتح تحقيق في ملابسات وفاته".

​​وكثيرا ما ارتبط اسم الراحل فخار بـ"المواجهات الطائفية" في ولاية غرداية، والتي خلفت عدة جرحي وقتلى بين الإباضيين والمالكيين، قبل أن يتحول إلى المطلوب رقم واحد لدى السلطات المحلية بعدما اتهم بـ"التسبب في إثارة النعرات الجهوية والدينية والتحريض وإثارة الفتنة المذهبية"، فاعتقل على إثر ذلك لعدة سنوات.

من الطب إلى السياسية

درس كمال الدين فخار (54 سنة) الطب، ونشط بقطاع الصحة بولاية غرداية لسنوات قصيرة فقط، قبل أن يضطر إلى التخلي عن مهنته والالتحاق بعالم السياسة.

ويعتبر من أبرز المدافعين عن قضية الميزابيين، وهم أمازيغ ينتشرون في منطقة غرداية، جنوب الجزائر.

زاد نشاطه بعد انضمامه للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، ثم إلى حزب "جبهة القوى الاشتراكية"، الذي أضحى ممثله الأول في ولاية غرداية، وعضوا بأمانته العامة.

الناشط كمال الدين فخار رفقة المحامي صالح الدبوز
الناشط كمال الدين فخار رفقة المحامي صالح الدبوز

بعد ذلك، أصدر الحزب قرارا بفصله من صفوفه على خلفية حادث اقتحام مسجد للمالكيين بمدينة غرداية سنة 2011.

في هذه الفترة، كانت المنطقة تشهد صراعا طائفيا كبيرا بين أتباع المذهب المالكي ونظرائهم من المذهب الإباضي (ميزابيين)، والذي انتهى بحدوث مواجهات عنيفة بين الطرفين تسببت في مقتل وجرح عدة أشخاص.

​​معركة "الأمعاء الفارغة"

اتهم كمال الدين فخار السلطة السياسية في الجزائر بالتسبب في هذه الأزمة الطائفية، وقال "إن ذلك يدخل في أجندات سياسية وأمنية معينة".

اعتقلته السلطات القضائية لأول مرة في 2015، وخضع إلى تحقيقات قضائية وأمنية قبل أن توجه إليه أكثر من 15 تهمة ثقيلة أبرزها "القتل العمد والتخريب وتهديد الأمن والتحريض"، وهي التهم التي قد تصل عقوبتها في القانون الجزائري حد الإعدام.

بقي كمال الدين فخار في السجن لأزيد من سنة ونصف، وخاض في هذه الفترة إضرابا عن الطعام لأزيد من 100 يوم، فتحول إلى أشهر معتقل سياسي في الجزائر، خاصة بعدما تدهور وضعه الصحي ما اضطر السلطات القضائية إلى نقله في العديد من المرات إلى المستشفى.

أطلق سراحه سنة 2017، وعاد للظهور الإعلامي والسياسي بعد انطلاق شرارة "الحراك الشعبي" في الجزائر، من خلال فيديوهات نشرها عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، وتصريحات أدلى بها للصحافة إلى أن تم اعتقاله شهر مارس الماضي.

قرر الناشط السياسي كمال الدين فخار الدخول في إضراب جديد عن الطعام في أبريل الماضي احتجاجا على قرار اعتقاله وهو ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي، فنقل إلى مستشفى "فرانس فانون" بالبليدة ويعلن عن وفاته به يوم الثلاثاء الماضي.

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة