خالد نزار وعبد العزيز بوباكير (صورة مركبة)
خالد نزار وعبد العزيز بوباكير (صورة مركبة)

قبل أيام هدّد محامي الجنرال المتقاعد ووزير الدفاع الجزائر الأسبق، خالد نزار، دار نشر "الوطن اليوم" الخاصة بمتابعتها قضائيا إذا لم تسحب مقاطع "تُسيء" لمُوكّله في كتاب "بوتفليقة رجل القدر" للمترجم وكاتب المذكرات عبد العزيز بوباكير.

وردّ صاحب دار النشر بـرفع دعوى قضائية ضد الجنرال المتقاعد خالد نزار ومحاميه حميد عجال، واتّهمهما بـ"التهديد وخنق الرأي وتكميم الأفواه".

وليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها الجنرال المتقاعد في "معارك" بسبب كتابات، فقبل هذه الحادثة خاض نزار "معارك عديدة".

معركة ضد علي كافي

في ندوة صحافية سنة 2000 تناول الجنرال المتقاعد خالد نزار سيرة الرئيس السابق الراحل علي كافي، وقال إنه كان يسكَر "حدّ الثمالة ولم يكن يفطن ولو للحظة"، كما وصفه بأنه "بعثي أصولي متطرّف وعضو في المخابرات المصرية"، وقال إن تعيينه على رأس المجلس الأعلى للدولة دون غيره، كان بسبب "كبر سنّه وحسن تعبيره باللغة العربية وقيادته لمنظمة المجاهدين".

ولم يصمت علي كافي أمام تصريحات نزار، فقال في تصريحات صحافية إن "الضباط المنحدرين من الجيش الفرنسي مسؤولون عن الفشل في دحر الجماعات المتطرفة"، وكان يقصد نزار ومن معه من العسكريين الذين قادوا الجيش في التسعينيات، والذين انتقد وجودهم في الجيش منذ الثورة وبعدها بسبب "تكوينهم في الجيش الفرنسي خلال فترة الاحتلال".

جدير بالذكر أن علي كافي ترأس المجلس الأعلى للدولة إثر اغتيال الرئيس محمد بوضياف في يوليو 1992، وكان نزار عضوا في هذا المجلس.

ضد عبد الحميد الإبراهيمي

في سنة 2009 هاجم خالد نزار، عبر منتدى إعلامي تنظمه صحيفة خاصة، رئيس الحكومة الأسبق عبد الحميد الإبراهيمي واتهمه بـ"تخريب الجزائر واقتصادها وسوء التسيير".

وجاء هجوم نزار ردّا على تصريحات أدلى بها الإبراهيمي عبر قناة فضائية عربية مشهورة حول الفترة التي كان فيها رئيسا للحكومة، وجّه فيها اتهامات خطيرة لنزار.

ومما قاله الإبراهيمي أن نزار "من الضباط الفارين من الجيش الفرنسي وهو معادٍ للإسلام ولاتحاد المغرب العربي والانتماء العربي للجزائر، عمل على تعزيز النفوذ الفرنسي في الجزائر"، كما اتهمه بالتسبب في "سقوط ضحايا خلال انتفاضة أكتوبر 1988".

وجاءت ردود الإبراهيمي عبر رسالة بعنوان "أهو فقدان للذاكرة أم هو سوء النية يا خالد نزار؟".

بوضياف والمفقودون

لم تتوقف معارك اللواء المتقاعد عند صفحات الجرائد، بل انتقلت إلى المقابر.

ففي سنة 2012 قطع الناشط في مجال حقوق الإنسان، عبدو بن جودي، طريق نزار داخل مقبرة العالية بالجزائر العاصمة، بمناسبة الذكرى الـ20 لاغتيال الرئيس الأسبق محمد بوضياف، وطالبه بأن يكشف للجزائريين الحقيقة حول اغتيال الرئيس السابق محمد بوضياف.

​​وظهر نزار في فيديو داخل المقبرة مُحاطا بمجموعة من الشباب وهم "يستنطقونه" حول حادثة الاغتيال وحول المفقودين في "العشرية الحمراء". 

وقال عبدو بن جودي لنزار "أنت مسؤول عما حدث منذ 20 سنة، أنت مسؤول مثل الإسلاميين عما حدث في العشرين سنة الماضية، أنت مسؤول أيضا عما نعيشه الآن".

ورد عليه نزار "كتبت 6 كتب، ما عليك سوى قراءتها لتعرف الحقيقة"، فرد بن جودي "لكن، لا أحد يصدقك يا سيد نزار" واكتفى نزار بالقول "هذه مشكلتكم!".

المحاكم الفرنسية والسويسرية

خاض نزار "معارك" خارج الجزائر كان ميدانها القضاء السويسري والفرنسي.

في سنة 2002، دخل الجنرال المقتاعد في معارك قضائية عديدة، إحداها في باريس، إذ رفع دعوى بتهمة القذف والتشهير ضد حبيب سوايدية، الضابط السابق في الجيش الجزائري، الذي اتّهم نزار في كتابه "الحرب القذرة" بـ"ارتكاب فظائع" خلال فترة التسعينيات.

من جهة أخرى تقدّم ثلاثة مواطنين جزائريين في سويسرا بشكاوى ضد الجنرال خالد نزار، اتهموه فيها بـ"التعذيب والاعتقال التعسفي بين 1992 و1994".

واعتُقل نزار سنة 2011 في جنيف بسويسرا وخضع لاستجواب من طرف المدعي العام الفدرالي في أعقاب الشكوى ثم أطلق سراحه في اليوم الموالي مقابل تعهّده بالاستجابة لطلبات المثول أمام القضاء.

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة