الحسن الثاني (صورة: أ ف ب) وإتشيكا شورو (صورة: سوشل ميديا)
الحسن الثاني (صورة: أ ف ب) وإتشيكا شورو (صورة: سوشل ميديا)

  • بين باريس والرباط تشابكت خيوط قصة حب جمعت أميرا مغربيا ونجمة سنيمائية فرنسية، وفي النهاية وُضع العاشق أمام اختيار "الحب أو العرش؟".

"هل سيتخلى ولي عهد المغرب عن العرش من أجل فرنسية؟" سؤال نشر على صدر الصفحة الأولى لمجلة "نوار إبلون" الفرنسية سنة 1957، مرفوقا بصورة مركبة لولي عهد المملكة آنذاك، الأمير مولاي الحسن، والممثلة الفرنسية جانين بوليت فيري، المعروفة باسم إتشيكا شورو.

غلاف مجلة "نوار إبلون" الفرنسية - نشرته مجلة "تيل كيل" المغربية
غلاف مجلة "نوار إبلون" الفرنسية - نشرته مجلة "تيل كيل" المغربية

​​لم تكن هذه هي المجلة الوحيدة التي اهتمت بعلاقة ولي العهد وإتشيكا، فالعديد من صحف المشاهير كانت تبحث آنذاك في "تفاصيل قصة حب بين أمير شرقي ونجمة سينما"، كما يشير إلى ذلك كتاب "الحسن الثاني – بين التقليد والشمولية"، للكاتب الفرنسي "إنياس دال".

"علاقة لا تصدق"

ولدت الممثلة إتشيكا شورو في باريس سنة 1929، دشنت مسيرتها السينمائية بتجربة ناجحة مع المخرج الإيطالي "ميخائيل أنجيلو أنطونيوني"، كما حصلت على جائزة "الأمل النسائي سوزان بيانشيتي" عن دورها في فيلم "أطفال الحب"، لكن كل ذلك سيتوقف سنة 1957 بسبب "علاقة غرامية لا تصدق، جديرة بأعظم القصص الرومانسية التي شهدها الفن السابع" جمعتها بالأمير مولاي الحسن، بحسب مجلة "تيل كيل" المغربية.

​​التقت إتشيكا بالأمير مولاي الحسن، الذي كان يتأهب للتربع على العرش، في مدينة "كان" الفرنسية خلال فترة نقاهة تلت خضوعه لعملية جراحية لاستئصال اللوزتين.

​​وأشار إنياس دال في فصل من كتابه بعنوان "إتشيكا شورو، الحب الكبير"، إلى أن هذه الأخيرة عادت إلى فنها سنة 1958، لكنها لم تنل النجاح السابق، فابتعدت عن السينما لسنوات، و"كانت تقضي معظم وقتها في المغرب مع ولي العهد".

"الحب أو العرش"

نقلت مجلة "تيل كيل" عن إحدى الكاتبات السابقات بالسفارة المغربية في باريس أن الأمير كان يبعث لإتشيكا أسبوعيا حلويات مغربية، حلي أو أدوات تزيين تقليدية... "كان مجنوناً بها" تقول المتحدثة.

لكن النقطة السلبية الوحيدة في الموضوع، حسب المصدر ذاته، هي أن والد ولي العهد، الملك محمد الخامس، لم يكن ينظر بعين الارتياح إلى العلاقة التي تجمع ابنه بنجمة فرنسية مطلقة.

"إتشيكا صارت تتخيل أنها ملكة، ومحمد الخامس يجب عليه أن يسهر على احترام الأعراف العلوية، لذلك حاول أن يعيد ابنه إلى الصواب، من خلال تهديد مولاي الحسن بسحب صفة ولي العهد عنه"، كما ورد في كتاب "الحسن الثاني – بين التقليد والشمولية"، فصارت المعادلة واضحة أمام "العاشق": الحب أو العرش؟

"العشق الممنوع"

انتهت قصة حب الأمير المغربي والفنانة الفرنسية يوم وفاة الملك محمد الخامس في شهر رمضان سنة 1961، وحسب مجموعة من المصادر فإن التقاليد العلوية "لا تسمح بأن يكون الملك عازباً، لذلك عقد الحسن الثاني قرانه بلالة لطيفة على هامش الجنازة".​

​هنا حاولت إتشيكا شورو نسيان "الحب الممنوع" بالعودة إلى التمثيل، إذ صورت 3 أفلام مع المخرجين "موريس بوتيل"، "بيرنار بوردوري" و"بيير غارنيي ديفير"، قبل أن يتوقف مسارها السنيمائي نهائيا سنة 1966.

الملك محمد الخامس وابنه الأمير مولاي الحسن
الملك محمد الخامس وابنه الأمير مولاي الحسن

لكن علاقة إشيكا بالمغرب لم تتوقف، إذ تشير "تيل كيل" إلى أن محبوبة الحسن الثاني كانت حاضرة في احتفالية للملك محمد السادس سنة 2013 وأنها ما زالت تفضل قضاء فصل الشتاء بمدينة مراكش.

 

 

مواضيع ذات صلة