محل مجوهرات بسوق المدينة القديمة لتونس العاصمة
محل مجوهرات بسوق المدينة القديمة لتونس العاصمة

تزخر الثقافة الشعبية في تونس بجملة من العادات والتقاليد التي تحتفي بمكانة المرأة داخل المجتمع.

وبمناسبة انقضاء رمضان وحلول العيد، ابتكر الأجداد عادات للتعبير عن تقديرهم لمجهودات زوجاتهم طيلة شهر الصيام.

​​

حق الملح

من بين تلك العادات التي كادت تختفي في السنوات الأخيرة "حق الملح"، وتعود أصل التسمية إلى أن النساء دأبن على تذوق درجة ملوحة الأكل طيلة شهر رمضان، دون ابتلاعه حرصا منهن على إعداد أطباق متوازنة.

ويقول المؤرخ عبد الستار عمامو، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "المرأة كانت تتذوق الملح بلسانها دون ابتلاعه، للتأكد من إعدادها لمأكولات جيدة المذاق إلى جانب حرصها على عدم التبذير بإعادة تحضير أطباق جديدة".

​​

وفي حركة رمزية تعبر عن تقدير الرجال لزوجاتهم والسعي لتخفيف وطأة التعب المضاعف الذي تتكبده المرأة طيلة شهر رمضان، يحرص هؤلاء على إهداء زوجاتهم قطعة ذهبية، صبيحة يوم العيد.

 

ويضيف عمامو "بعد عودة الرجل من صلاة العيد، تٌقدم له زوجته فنجانا من القهوة وبعض الحلويات، فيرد بإهداء قطعة ذهبية كتعبير عن الحب والمودة وتقدير لمجهوداتها في خدمة عائلتها طيلة الشهر".

ولم يعد هذا التقليد دارجا على نطاق واسع في الفترة الأخيرة، غير أن المتحدث ذاته يشير إلى وجود محاولات يبذلها بعض الشبان "لإحياء هذا التقليد".

من بين الرسائل الأخرى التي يحرص الزوج على تمريرها من وراء هذا التقليد، يذكر عمامو أيضا "نشر المودة والمحبة بين جميع أفراد الأسرة وتقوية العلاقات بينهم، إذ يحرص الزوج على إهداء زوجته "حق الملح" على مرأى من أطفاله".

​​

مهبة العيد

الاحتفاء بالمرأة بمناسبة عيد الفطر، لا يقتصر على "حق الملح" فحسب، إذ يشمل أيضا "مهبة العيد" التي يتم تقديمها إلى الأطفال وخاصة البنات.

صباح يوم عيد العيد، ينتظر الأبناء عودة آبائهم إلى منازلهم لاكتشاف قيمة "المهبة" وهي مبلغ مالي يقدمه الأب لأطفاله في هذه المناسبة الدينية.

يقول عمامو إن "الأب يقدم لأبنائه وأبناء حيه مبلغا ماليا تتفاوت قيمته من شخص إلى آخر، حسب الإمكانيات المادية لكل شخص".

​​

ولا تزال "مهبة العيد" عادة معمولا بها في عدة مدن وقرى تونسية، ويُعول عليها الأطفال لقضاء بعض حاجياتهم.

الطريف في الأمر، حسب المؤرخ ذاته أن "الأب يمكنه أن ينقطع عن تقديم المهبة إلى بعض أبنائه الذكور، إلا أنها تتواصل مع البنات حتى بعد زواجهن".

ويحافظ الأب على هذا التقليد تجاه "بناته لإظهار قيمتهن أمام أزواجهن وعائلاتهم".

ويشير عمامو إلى "أن وفاة الأب لا يعني نهاية تقديم المهبة إلى البنت المتزوجة، إذ عادة ما يتسلم الابن هذا التقليد ويتكفل بتقديمها إلى شقيقاته وأبنائهن".

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة