محمد السليني، شاب ليبي تخرّج من جامعتين أردنية وبريطانية بشهادتين في الهندسة المدنية، لكنّه اكتشف بأنه لا يحبّ هذا التخصص الذي استنزف من عمره سنوات وهو يدرسه، فقرر رفع تحدٍّ خاص منذ أواخر سنة 2017 أطلق عليه اسم "رحّاليستا".
استطاع محمد السليني أن يغيّر حياته عبر تجربة "رحّاليستا"، إلى درجة أنه قال في أحد فيديوهاته: "لو تلقيت اليوم عرضا من أكبر شركة للهندسة المدنية في العالم فسأرفضه!".
بحث عن الذات
اختار محمد السلّيني أن يخوض رحلات عبر العالم ويدوّنها عبر فيديوهات وصور في شبكات التواصل الاجتماعي العديدة.
يحكي هذا الشاب الليبي عن تجربته قائلا: "بعد تخرجي من الجامعة عشت بطالة عن العمل في ليبيا دامت سنوات، تقدّمت لـ400 وظيفة داخل وخارج ليبيا ولم ينجح الأمر.. لقد توقّف كل شيء بالنسبة لي في تلكم المرحلة! لم أكن أعرف من أنا.. اكتشفت أني لم أكن أحب الهندسة المدنية.. فماذا سأفعل!؟"
ويضيف محمد، بعد أن بدأ يتلمّس الحلّ: "دخلت في مرحلة تفكير مليئة بالتساؤلات منها: ماذا لو اشتغلت في الهندسة المدنية؟ ماذا سأفعل وماذا سأحقّق؟".
ثم يجيب عن سؤاله قائلا: "اكتشفت أنني أريد أكون رحالة.. أن أسافر.. أن أضع بصمتي.. أن أتعرف على الناس في كل العالم.. وفعلا وجدت ما أردت.. لقد سافرت وتعلمت من كثير من الناس أكثر مما تعلمت من الكتب.. ولو جاءتني اليوم فرصة للعمل في أكبر شركة هندسية في العالم فسأرفضها!"
جولة على العالم
في سبتمبر 2017 بدأ "رحّاليستا" أولى مغامراته، فطار إلى تايلاند وبثّ أول فيديو على صفحته في فيسبوك وقناته على يوتيوب.
يقول محمد عن خطوة بثه فيديوهات عن أسفاره: "الصفحة والقناة موجهتان لأصحاب الروح الإيجابية في العالم، فتحتهما لأشارك تجاربي مع الناس، أما أصحاب الطاقة السلبية فليستا موجهتين لهم".
منذ إطلاق "رحّاليستا" جاب السليني قرابة 20 بلدا، كانت له فيها قصص غريبة ومخيفة وممتعة. زار مناطق بعيدة وجميلة، أماكن تاريخية، مساجد ومعابد، صحاري وجبال، وصار له أصدقاء حيثما حلّ.
بعد أكثر من سنة ونصف على انطلاق صفحة "رحّاليستا" بلغ عدد متابعيها قرابة 140 ألفا، أما القناة على يوتيوب ففاق 150 ألفا، وهو ما أهّله للحصول على الدّرع الفضّي من شركة يوتيوب.
ولم ينس السليني تقديم الشكر لمتابعيه قائلا: "أنتم السبب في النجاح الذي أحقّقه، فشكرا لكم".
زار السليني دولا كثيرة منها: تايلاند وكمبوديا والفلبين وتركيا وطاجيكستان وسريلانكا وأندونيسيا وماليزيا وإثيوبيا والأردن والجزائر وتونس.
في بعض الأحيان، يعتمد صاحب "رحّاليستا" أسلوبا غريبا في رحلاته، فعندما ينوي السفر لا يحجز في فندق، بل يحاول الاتصال بمواطنين من البلد الذي يقصده يكونون ناشطين على فيسبوك أو واتساب ليستضيفوه، وكثيرا ما نجح الأمر، بل إن السليني صار معروفا بهذه الأسلوب فيما بعد!
تُوّج مشوار محمد السليني بفوزه في مسابقة "سديم"، وهي إحدى أبرز مسابقات صناعة محتوى الفيديو والسوشل ميديا في العالم العربي.
ولا يزال هذا الشاب الليبي يشق طريقه في مشروعه الذي بدأه قبل قرابة سنتين فقط، وهو المشروع الذي سيلد مشروعا آخر كبيرا، إذ قال محمد إنه أكمل هندسته وينتظر بداية التنفيذ.
المصدر: أصوات مغاربية