اختارت إدارة المهرجان الدولي للفيلم العربي في مدينة مكناس بالمغرب، تكريم الممثل الجزائري سيد احمد أقومي، خلال طبعته الأولى التي ستنطلق في 14 يونيو الجاري.
فمن يكون هذا الفنان، الذي قال عن نفسه في رسالة للمسرحين العرب بالقاهرة في يناير الماضي "لقد كذبت على أبي حين وعدته – من أجل أن يتركني في الحضرة المقدسة للمسرح – أن أكون سفيرا أو محاميا أو طبيبا، لكنني أبدا لم أعده أن أكون سياسيا"؟
أعمال ثورية ومسؤوليات
اسمه الحقيقي هو سيد أحمد مزيان، ولد في ناحية بولوغين غربيّ الجزائر العاصمة في أكتوبر 1940.
تُعرّفه البوابة الإلكترونية للمسرح الوطني الجزائري بأنه ممثل بدأ مساره الفني في الستينيات، حيث كان حاضرا في المسرح والتليفزيون والسينما.
شارك في عدة مسرحيات وأفلام تركت بصمتها في حياة الجزائريين، خاصة ما ارتبط منها بالثورة التحريرية، منها على وجه الخصوص "أبناء القصبة" وفيلم "الأفيون والعصا"، بالإضافة إلى أعمال كثيرة مثل "ورود حمراء من أجلي" و"الجثة المطوقة" و"الحياة حلم" و"الشيوخ" و"حسان طيرو" و"الرجل صاحب النعل المطاطي".
عُيّن مديرا لدار الثقافة والمسرح بمدينة تيزي وزو، ثم مديرا لدار الثقافة بكل من عنابة وقسنطينة بين عامي 1974 و1975، قبل أن يصبح مديرا للمسرح الوطني الجزائري.
المُخضرم
يحمل أڨومي صفة "الممثّل المخضرم"، حيث عاصر جيلين أولهما جيل الستينيات القريب من الثورة، ثم جيل ما بعد الاستقلال إلى اليوم، لذلك يكاد يكون حاضرا في أغلب الأعمال.
مثّل أڨومي في أكثر من 50 عملا مسرحيا وسينمائيا وتليفزيونيا، منها أعمال أدبية كتبها محمد ديب ومولود فرعون ومولود معمري ورشيد ميموني ومالك حداد وعلولة وكاتب ياسين، وهم من قامات الأدب في الجزائر والعالم.
أما بعد الاستقلال، فمثل في أعمال كثيرة أيضا في الثمانينيات، آخرها السلسلة الفكاهية "عاشور العاشر" و"الرايس قورصو"، الذي بُثّ في رمضان الماضي.
لكن مسيرة هذا الفنان لم تبق جزائرية فقط، فبعد هجرته سنة 1994 إلى فرنسا، خاض تجارب فنية عديدة في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وكندا، منها مسرحية "قلادة هيلين" لكارول فريشات، و"السقوط" لبيلجانا سبراجانوفيك وفيلم "السكّرية" المصري للمخرج فيلم السكرية حسن الإمام.
"عدوّ السياسيين"
يُعرف أقومي محلّيّا بلقب "سيد المسرح الجزائري" وهو ابن المسرح وعاشق متيّم به، يصف نفسه في أحد الحوارات قائلا "أنا رجل مسرحٍ نفسيا وروحيا"، لكن الصفة التي التصقت بهذا الفنان، الذي يحبّه الجزائريون، أنه اختار البقاء بعيدا عن الإدلاء برأيه في الشأن السياسي، سواء في الجزائر أو خارجها.
لكن "عدوّ السياسيين"، يرفض في الوقت نفسه أن يتحوّل المسرح والفن عموما إلى ذراع للسلطة أو غير السلطة في أي بلد، إذ يقول في رسالة وجّهها للمسرحين العرب في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة بداية هذه السنة، حيْثُ كُرّم أيضا "المسرحي الحقيقي يرفض أن يكون جسرًا أو بوقًا أو مجرد همزة وصل وأداة دعائية"
ويضيف "إذا أصبح المسرحي في خدمة هذا النوع من المواضيع (السياسة)، فما عليه إلا مغادرة بناية المسرح وحمل الأبواق والاتجاه إلى مقرات الأحزاب والتجمعات السياسية، وليعلن موته هناك".
حصل "سيد المسرح الجزائري" على تكريمات عديدة خلال مشواره الفني الطويل، منها تكريم في مهرجان بجاية الدولي للمسرح بالجزائر، علاوة على مهرجانات عربية مسرحية وسينمائية مثل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح العربي ومهرجان أيام قرطاج المسرحية قبل سنة.
المصدر: أصوات مغاربية