تلاميذ في مدرسة بإحدى البوادي المغربية (أرشيف)
تلاميذ في مدرسة بإحدى البوادي المغربية (أرشيف)

رفض ما يزيد عن 70% من المغاربة البالغين 25 سنة فما فوق المساهمة في مصاريف التمدرس في المدرسة العمومية، بينما عبرت أغلبية الأسر عن تفضيلها أن يتعلم أبناؤها ثلاث لغات معا في المدرسة.

هذه بعض من المعطيات التي تضمنها بحث ميداني يعد الأول من نوعه حول الأسر والتربية المدرسية، شمل عينة مكونة من 3000 أسرة موزعة على مختلف الجهات وفي الوسطين الحضري والقروي، وجرى تقديم نتائجه الأولية، مؤخرا بالرباط، من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي  (مؤسسة رسمية).

رفض المساهمة في "العمومي"

"إذا كانت هناك زيادة في جودة التربية بالمدرسة العمومية بالثانوي التأهيلي وبالتعليم العالي، هل ستكون بدافع التضامن الوطني مع أو ضد مساهمة العائلات في تمويل تمدرس أبنائها في التعليم التأهيلي وفي التعليم العالي؟".

هذا هو السؤال الذي تم توجيهه إلى كل واحدة من الأسر التي شملها البحث، فكان رد 77.6% من البالغين 25 سنة فما فوق أنهم ضد المساهمة في مصاريف التمدرس بالمدرسة العمومية.

أغلب هؤلاء وتحديدا 64.9% منهم يبررون هذا الرفض بضرورة أن تبقى المدرسة العمومية مجانية في مقابل 31.3% يفسرون رفضهم بعدم توفرهم على الإمكانيات الكافية لذلك، في حين يؤكد 3.8% أنهم يرفضون ذلك المبدأ لعدم معرفتهم بمصير المال الذي قد يساهمون به.

تفضيل المدرسة الخصوصية

تُظهر نتائج البحث أن 49.6% من البالغين 25 سنة فما فوق يفضلون المدرسة الخصوصية في مقابل  40.1% يفضلون المدرسة العمومية، بينما 10.3% ممن شملهم البحث يرون أن ولا واحدة من المدرستين أفضل من الأخرى.

الموقف نفسه يعبر عنه 74.3% من الآباء الذين لديهم أطفال في الخصوصي، بينما يؤكد 45% من الآباء الذين لديهم أطفال في العمومي تفضيلهم للخصوصي.

وعلاقة بأسباب اختيار المدرسة الخاصة ذهبت 80.5% من الآراء أساسا في اتجاه اعتبار "أساتذة التعليم الخصوصي أحسن من أساتذة التعليم العمومي"، كما فسرت 70.1% من الآراء ذلك بكون "البنيات التحتية في التعليم الخصوصي أحسن من مثيلاتها في التعليم العمومي".

في المقابل ذهبت معظم آراء من يفضلون المدرسة العمومية إلى تفسير ذلك بكونها "مجانية ورخيصة" وذلك بنسبة 88.5%، إلى جانب أن 44.5% من هؤلاء فسروا تفضيلهم التعليم العمومي بكون أساتذته "أحسن" من نظرائهم في التعليم الخصوصي.

تعلم اللغات وضمان المستقبل

تفاعلا مع سؤال هَمَّ اللغات التي يفضلون أن يتعلمها أبناؤهم (مع إشارة إلى إمكانية ذكر من واحدة إلى ثلاث لغات على الأكثر)، عبرت أغلبية الأسر عن تفضيلها أن يتعلم أبناؤها ثلاث لغات معا في المدرسة.

يتعلق الأمر بـ73.1% من الفئة المشمولة بالبحث والتي عبرت عن تفضيلها أن يتعلم أبناؤها اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية معا، في مقابل 7.5% عبروا عن تفضيلهم اللغتين العربية والفرنسية و4.5% فقط عبروا عن تفضيلهم تعلم أبنائهم اللغات العربية والفرنسية والأمازيغية.

من جهة أخرى وعلاقة بتصور دور المدرسة، فقد ذهب رأي 86.2% من المستجوبين البالغين 25 سنة فأكثر إلى كون دورها يكمن في تعليم القراءة والكتابة، و65.2% أكدوا أيضا أن دورها يكمن في ضمان مستقبل التلميذ.

في سياق ذي صلة، وعن أهمية المدرسة بالنسبة للإناث والذكور، فقد عبرت أغلبية الأسر وتحديدا 92.4% منها أن المدرسة مهمة للجنسين على حد سواء.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة