لا تكاد تهدأ موجة الجدل التي أثارتها الصور المنسوبة إلى القيادية في حزب العدالة والتنمية المغربي، آمنة ماء العينين، والتي تظهر فيها بدون حجاب، حتى تتصاعد من جديد بسبب تصريحات من داخل الحزب نفسه.
القيادية في "البيجيدي" التي تعرضت لانتقادات حادة، بسبب هذه الصور، خاصة من طرف زملاء لها في الحزب، وجدت نفسها، هذه المرة في مرمى هجوم جديد شنته عليها زميلتها في الحزب ووزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي.
فخلال حلولها ضيفة على أحد البرامج الإذاعية، أمس الجمعة، وردا على سؤال بخصوص ماء العينين، قالت الحقاوي "يا ريت لو أنها كانت تملك الشجاعة الكافية لتكون كما هي، لا تكون لديها هوية مزدوجة، تكون كما هي وتصرح بذلك ولا تخاف في الله لومة لائم لأن الإنسان يجب أن يكسب نفسه أولا، لأنه لو خسر نفسه ماذا سيربح من الآخرين؟".
تصريح الحقاوي هذا أثار ردود فعل كثير من المتتبعين، بمن فيهم المعنية بالأمر ذاتها، والتي خرجت، اليوم السبت، لترد عبر تدوينة طويلة حملت انتقادات حادة لصاحبة التصريح.
واستهلت ماء العينين تدوينتها الموجهة إلى الحقاوي بالقول "توصلت من الكثيرين بمقطع فيديو لمشاركة لك في برنامج إذاعي يبدو أنه لم يحظ بالاهتمام والمتابعة إلا ما تعلق بحديثك المباشر عني، حيث سمحت لنفسك خارج كل القيم والأعراف أن تكيلي لي الاتهامات وأن توجهي لي ما أردتِ أن تغلفيه في طابع "نصائح" مفتوحة على الهواء مباشرة".
وتابعت حديثها الموجه إلى الحقاوي قائلة "ما كان لك أن تسمحي لنفسك بالتحدث عما لا يخصك ويخص شأنا خاصا لامرأة تعرضت لحملة واسعة للتشهير وأنت وزيرة المرأة، دون أن يكون لك علم لا بالحيثيات ولا بالتفاصيل"، مضيفة "تلك المرجعية التي أردت دائما الظهور بمظهر من ينهل منها تقول إن "النصيحة" أمام الملأ فضيحة وتشهير، علما أنك لم تتصلي بي يوما لا للنصيحة ولا للتشفي الرخيص كما تفعلين على الأثير الإذاعي".
واستحضرت ماء العينين "وقائع مرت على الحزب تم التشهير فيها برجال ونساء" حيث "لم أسمعك يوما تتكلمين عنهم وعنهن في الإعلام -رغم أنك لم تكوني تقصرين في الكواليس-" تردف موجهة الحديث لزميلتها.
وتابعت "أستغرب أن تسمحي لنفسك أنت "الأستاذة بسيمة الحقاوي" أن تعطيني دروسا في الشجاعة، علما أن المرة الوحيدة التي سمعتك تتكلمين فيها بشجاعة منقطعة النظير هي حينما كنتِ تعددين تنازلات عبد الإله بنكيران لـ"المخزن" ولباقي الفرقاء السياسيين، لكنك لم تفعلي إلا حينما أُعفي بنكيران وتطاول عليه المتطاولون، وظللت صامتة طيلة الفترة التي كنت فيها وزيرة في حكومته دون أن تنتقدي تنازلاته كما كنتُ أفعل أنا وهو في كامل قوته وسلطته، دون أن "أخاف في الحق لومة لائم" على حد تعبيرك"، لتردف "اسمحي لي بدوري أن أنصحك أن تنازلات أخرى قد تُقدم في الحكومة الحالية وأنه من الشجاعة أن تتكلمي عنها اليوم لا غدا".
وشددت المتحدثة على أن "ما يهم الناس هو شجاعة وزيرة المرأة والتضامن في محاربة الفقر وكشف من يصنعه ويستثمر فيه، وفضح الفساد والمفسدين وإنصاف النساء ضحايا الإقصاء والتهميش واللامساواة بدل ممارسة "الشجاعة" على سياسية تخوض معاركها التي تؤدي فيها ثمن "شجاعتها"" بحسب تعبيرها.
ومما تضمنه تدوينة ماء العينين أيضا استحضارها واقعة قالت إنها جمعتها بالحقاوي حيث قالت ""نصائحك" بمثابة القذف والتعريض لا تعني لي شيئا لأن كل ما أتذكره من "شجاعتك" و"هويتك المنسجمة" هو جوابك حين سألتكِ يوما قبل سنوات وأنت تترأسين إحدى الهيئات: لماذا اخترت الأخت "..." لتكون عضوا في هذه الهيئة رغم أن لا كفاءة لها وضررها على الهيئة أكبر من نفعها وقد استغرب لهذا الاختيار كثيرون قبلي؟" أجبتني حينها وأنا مصدومة: "هاذ الأخت راها مصاحبة مع كاع مراوات القياديين اللي في الحزب"".
وأكدت ماء العينين في كلامها الموجه إلى الحقاوي وغيرها من زملائها في الحزب "أنتم فقط من يرفض التوقف عن الخوض في موضوع يعرف الجميع أبعاده، فتخرجون تباعا لنكث الجراح وإبقائها حية تسيل بالدماء دون مراعاة لا لأسر ولا لأطفال، في تحامل غريب وتصفية حسابات صغيرة".
وأضافت تعليقا على ذلك "اسمحوا لي أن أذكركم أنتم من يفعل ذلك: أنتم بعيدون عن المرجعية الإسلامية التي تدعونها والأولى بكم الالتفات لمسؤولياتكم الجسيمة وكل تلك المآسي التي ينتظر منكم المستضعفون معالجتها".
هذا وقد أثار تصريح الحقاوي ورد ماء العينين عليه، سيلا من ردود الفعل بين ستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.
المصدر: أصوات مغاربية