محتجان في المسيرة يحملان العلم الأمازيغي
محتجان في مسيرة يحملان العلم الأمازيغي - أرشيف

  • وصف الناشط الأمازيغي والباحث في التاريخ، آرزقي فراد، خطاب قائد الجيش الجزائري أحمد قايد صالح بـ"الخطير والمخيف"، وقال إن رفضه ظهور العلم الأمازيغي في المسيرات والمظاهرات يعد "تجنيا واضحا على ثوابث الهوية الوطنية".
المؤرخ والناشط السياسي آرزقي فراد
المؤرخ والناشط السياسي آرزقي فراد

​​​نص الحوار:

قال قائد الجيش الجزائري إن راية الجزائر واحدة وهدد الأطراف التي ترفع رايات أخرى، كيف تقرأون هذا التصريح؟

ما جاء في كلام قائد الجيش الجزائري اليوم خطير ومخيف، وأعتبره استهدافا مباشرا للقضية الأمازيغية.

الفريق أحمد قايد صالح يريد منع عدد كبير من الجزائريين من رفع الرايات الأمازيغية خلال المسيرات والمظاهرات، وهو بذلك يسعى لحرمانهم من التعبير عن ثقافتهم والاعتزاز بهويتهم الأمازيغية.

العلم الأمازيغي لم يكن في يوم من الأيام بديلا للعلم الوطني الذي يجمع بين كل الجزائريين، بل هو رمز يعبر عن الهوية الأمازيغية للشعب الجزائري، كما أنه لا يخص الجزائر وحدها، بل نجده منتشرا في كل بلدان شمال أفريقيا من مصر إلى المغرب.

خوفي أن يكون خطاب اليوم تمهيدا للانقلاب على القضية الأمازيغية وما استطاعت تحقيقه من مكاسب بعد سنوات مريرة من النضال.

وهذا الأمر يحيلنا على مسألة ضرورية كون نوايا قائد الجيش تتعارض بشكل كلي مع مبادئ الدستور، الذي رسخ الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الجزائر، كما جعل من يناير يوما وطنيا يحتفل به كبقية الأعياد الوطنية الأخرى.

شخصيا كنت من المتحفظين على رفع الراية الأمازيغية، وهذا رأيي الشخصي، لكن ذلك لا يبرر أبدا لأي مسؤول في الدولة أن يمنع الجزائريين من رفعها.

هل تعتقد أن خطاب اليوم هو تمهيد لمراجعة المسألة الأمازيغية في الجزائر؟

طبعا هذا ما يمكن فهمه من خطاب قائد أركان الجيش اليوم. أؤكد أن هناك خطة معينة للنبش في القضية الأمازيغية بشكل يعارض تماما ما تعهدت به السلطات في وقت سابق.

واسمح لي هنا أن ألفت نظركم إلى نقطة مهمة. إن أي مساس بالقضية الأمازيغية في هذه الظروف التي تعيشها الجزائر سيكون دعما مباشرا لدعاة انفصال منطقة القبائل.

أجدد تخوفي مما قاله الفريق أحمد قايد صالح، الذي يسعى للدوس بشكل مباشر على نصوص دستورية واضحة.

لقد سبق للسلطات الحالية أن قامت بذلك في العديد من المرات، مثل منعها عددا كبيرا من المواطنين المجيء إلى العاصمة من أجل الاحتجاج، رغم أن ذلك يتعارض مع منطوق المادة 55 من الدستور، التي تمنح المواطنين التحرك بكل حرية في وطنهم.

ونفس الأمر يتعلق أيضا بالقضية الأمازيغية، فاليوم بدأوا بالراية وغذا سيخرجون لنا قرارات أخرى.

ماذا يعني، حسبكم، قول قائد أركان الجيش بأنه أصدر تعليمات لتطبيق القانون بخصوص الجهات التي ترفض أعلام  أخرى غير العلم الجزائري؟

هذا تخويف وتهديد مباشر للجزائريين. أصحاب القرار يحاولون عسكرة الحياة السياسية، فرض سياسة الأمر الواقع على الجميع، وهذا ما يقلق كل المتتبعين لما يجري حاليا بالجزائر.

أتوقع أن تكون هناك ردة فعل قوية من الرافضين لهذا التوجه، ومن المعارضين لأي عملية قد تمس بالقضية الأمازيغية.

كيف تتوقع ردة فعل نشطاء القضية الأمازيغية على ما جاء اليوم في خطاب قائد أركان الجيش؟

بالتأكيد لن يسكتوا على ذلك، وسيعبرون بكل الطرق عن تمسكهم بالعلم الأمازيغي، وهذا ما يمهد لحدوث انزلاقات خطيرة نحن في غنى عنها.

تمنيت لو تم تغليب لغة الحكمة والعقل في تسيير الوضع الجزائري الذي يحتاج إلى أولويات أخرى، وليس إثارة مشاكل جديدة لا تخدم اللحمة الوطنية وقد تطيل عمر الأزمة الجزائرية.

 

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة