نعى الجزائريون البروفيسور محمد بن بريكة، الخبير في علم التصوف، الذي رحل أمس الخميس عن 61 سنة إثر مرض عضال.
والبروفيسور محمد بن بريكة البوزيدي الحسني، أصيل منطقة بسكرة بالصحراء الجزائرية، ينحذر من عائلة متصوفة عريقة.
عمل أستاذا محاضرا في التصوف والفلسفة الإسلامية بجامعة الجزائر وحصل على دكتوراه الدولة في التصوف الإسلامي وكان أصغر أستاذ في تاريخ الجامعة الجزائرية، إذ التحق بجامعة الجزائر وعمره 22 سنة.
تولى مهام عديدة، منها رئاسة المجلس العلمي وعضوية اللجنة الوطنية لإصلاح برامج التعليم العالي ونيابة رئاسة اللجنة الوطنية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وشارك في نشاطات داخل وخارج الجزائر للتعريف بالتصوف وأعلامه، كما ترأّس عدة مؤتمرات لحوار الأديان في العالم، وله مؤلفات عديدة أبرزها "موسوعة الحبيب للدراسات الصوفية".
في 2017، اختارته جامعة كولومبيا الأمريكية رجل السنة في الجزائر، وتلقى عرضا للتدريس فيها، لكنه فضل الاستقرار في الجزائر.
عُرف الراحل بدفاعه عن المرجعية الدينية في الجزائر والمنطقة المغاربية، عبر محاضراته ومؤلفاته وتدخلاته الإعلامية، وهو يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية.
دعا بن بريكة إلى تأسيس جامعة كبرى تضم التخصصات الإنسانية كعلم الاجتماع والتاريخ والفلسفة والعلوم الإسلامية وتحتضن مركزا كبيرا للبحث والمخطوطات والمخابر يتعلم فيها الطالب اللغات الأجنبية وتاريخ الحضارات وفلسفة القيم والمبادئ السياسية للإسلام بكل تفاصيلها، من أجل "تكوين طلبة ينظرون إلى الآخر نظرة احترام ونظرة تكامل لا نظرة عداء، كما هو الشأن اليوم لخريجي طلبة العلوم الإسلامية في بلادنا"، وفق تصريحات إعلامية له.
ونعى سعيد بن بريكة شقيقه في تدوينة على فيسبوك قال فيها "أبلّغ كل عائلة بن بريكة وعموم الشعب الجزائري بوفاة الدكتور محمد بن بريكة بن عامر (المعروف بتخصصه في علوم الشريعة) وليبلغ السامع الغائب".
رحم الله البروفيسور #محمد_بن_بريكة#فلسفة pic.twitter.com/RxyliDjV8h
— salima (@salima23385302) June 21, 2019
ووصف الإعلامي عمار لشموط رحيل بن بريكة بأنه خسارة للجزائر، قائلا "الدكتور محمد بن بريكة في ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون. الجزائر تخسر أحد أعلامها، رفض الاستوزار كذا مرة".
وبثت فضائيات خاصة مراسم تشييع جنازة بن بريكة في الزاوية الهبرية البلقايدية بالجزائر العاصمة.
وكتب الإعلامي محمد يعقوبي على حسابه في فيسبوك "فُجعت قبل قليل بخبر وفاة أستاذي وصديقي البروفيسور محمد بن بريكة بعد رحلة علاج قصيرة وشاقة.. رحمك الله يا أستاذ محمد وأسكنك فسيح جناته ورزق أبناءك وعائلتك وأحبابك الصبر والسلوان. إنا لله وإنا اليه راجعون".
المصدر: أصوات مغاربية