استبعد محللون غربيون اندلاع حرب تقليدية بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية التصعيد الأخير الذي نجم عن إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة فوق مياه مضيق هرمز.
ويرى هؤلاء أن فرضية الحرب الشاملة لا تزال غير مرجحة، لكن الصراعات بالوكالة بين الطرفين، التي بدأت بالفعل منذ فترة، يمكن أن تتصاعد وتشمل مناطق جديدة في الشرق الأوسط.
ويقول كالي توماس الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن إن هناك اتفاقا على أن الأمور وصلت "لنمط تصعيد خطير متبادل" بين الطرفين.
ويضيف توماس في مقابلة مع محطة "سي بي سي" الإخبارية الكندية أن فرص حدوث نزاع عسكري مباشر ليست أعلى بكثير مما كانت عليه الأسبوع الماضي".
ويتابع "ولكن في أسوأ الحالات لو حصل سوء تقدير من قبل الولايات المتحدة أو إيران فإن ذلك قد يؤدي إلى رد فعل يقود إلى الحرب".
وأسقطت إيران الخميس طائرة أميركية مسيرة قالت إنها كانت تحلق في الأجواء الإيرانية، وتؤكد الولايات المتحدة من جهتها، أن طائرتها أسقطت في الأجواء الدولية.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنه أوقف في الدقائق الأخيرة ضربة عسكرية لإيران، لأن الرد لم يكن متناسبا مع إسقاط طهران لطائرة مسيرة غير مأهولة.
وقبل ذلك اتهمت الولايات المتحدة طهران باستهداف ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي بواسطة ألغام لاصقة.
ويرى الباحث في مركز التقدم الأميركي برايان كاتوليس أن "التطورات يمكن أن تتصاعد بسرعة كبيرة، لكنها لن تقود إلى حرب تقليدية كاملة مثلما حصل مع العراق عام 2003".
ويدعم كاتوليس فرضيته هذه من خلال المؤشرات الموجودة على الأرض في الشرق الأوسط والمتمثلة بعدم قيام الولايات المتحدة بنقل عشرات آلاف الجنود إلى المنطقة كما حصل في حرب العراق.
كيف تنطلق شرارة الحرب؟
ويرى كالي توماس أن "الخطوط الحمراء" الأميركية، التي في حال تجاوزها ستندلع حرب شاملة، هي أولا: الهجمات الإيرانية المباشرة على القوات الأميركية في المنطقة، وثانيا: في حال حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز لعرقلة إمدادات النفط.
ويشير مدير السياسة في المجلس القومي الإيراني الأميركي ريان كوستيلو إلى أن "إيران اقتربت كثيرا من تجاوز الخط الأحمر الأميركي".
ويضيف أن الولايات المتحدة تدرس القيام "برد انتقامي" لحادثة إسقاط الطائرة ربما يتجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية، من دون أن يحدد طبيعة المناطق التي تعتبرها طهران خطوطا حمراء.
وعززت الولايات المتحدة منذ منتصف أيار/مايو الماضي انتشار قواتها في الخليج للتصدي لخطر هجمات إيرانية "وشيكة".
المصدر: موقع الحرة